أخبار الآن | عمّان – الأردن – (ناريمان عثمان)
 

لم تمنعهم برآة الطفولة من تحمل المسؤولية والتضامن مع مآسي الحرب التي مروا بها في سوريا، فقاموا بتجسيد تلك  المشاهد الأليمة في مسرحيات وأعمال فنية، تُلخص حكاياتهم في مشاهد تمثيلية يؤدونها إعتمادًا على ذاكرتهم وما مروا به.

مسرحية "طلعنا على الحرية" إحدى تلك الأعمال الفنية التي يحاكي فيها الأطفال معاناة واقع الطفولة في سوريا. ناريمان عثمان من عمّان لديها التفاصيل في التقرير التالي.

تتواصل التحضيرات للعرض الجديد من مسرحية "طلعنا على الحرية" في عمان، عن قصص السوريين الذين أنهكتهم الحرب، أبطالها أطفال سوريون عايشوا الحرب وكانوا ضحيتها، يلخصون حكاية بلدهم عبر لوحاتهم التمثيلية، ويجسدون قصصا عن التهجير والقتل وأشكال المعاناة في سوريا، يريدون لتلك الحكايات أن تخرج إلى الضوء في مسرحيتهم، وهم الآن يستعدون للعرض القادم من المسرحية في نسختها السابعة.

وبالرغم من أن الحرب نهشت من أجساد هؤلاء الأطفال، إلا أن هناك متسعا للحب لديهم، فالطفل عبد الله وإن كان غير قادر على الوصول إلى من يحب، فسيلجأ إلى عكازه لحمل الوردة إليها.

أما إيمان فقد عبرت عن سعادتها بخوض تجربة التمثيل لأول مرة، وهي متحمسة للظهور في حوالي أربعة مشاهد من المسرحية.

تتناول المسرحية متاعب السوريين واقتلاعهم من أرضهم وآلامهم اليومية، ضمن إطار مشروع أثر الفراشة لعلاج الأطفال نفسيا عن طريق الدراما، بهدف أن يتغلبوا على الصدمات التي عاشوها من خلال مواجهتها بدلا من كبتها.

دعاء تؤدي دور الأم التي فقدت طفلتها خلال طريق الهجرة الطويل والشاق، وتصاب بالهلع أثناء البحث عنها.

ريع العرض الماضي ذهب لكفالة أكثر من مئتي طفل سوري يتيم، وفي هذا العرض سيذهب الريع لصالح الأطفال السوريين المصابين بالسرطان، تضامنا مع بطلة العرض السابق التي منعها هذا المرض من المشاركة في المسرحية.

الفنان جلال الطويل مخرج المسرحية قال إن الطفلة رزان خوجة بطلة العرض السابق كانت مصابة بالسرطان واستطاعت المشاركة في عرضين، لكن المرض عاد إليها بقوة وهي الآن تتعالج في فرنسا.

وركز الطويل على الأطفال السوريين اللاجئين الذين يعانون من السرطان، واصفا إياهم بأنهم يموتون شيئا فشيئا، بعد أن توقف عنهم الدعم الطبي وحرموا من جرعات العلاج، رغم أن الجرعة قد لا تكلف أكثر من 200 دولار لكن لا يوجد من يدفعها.

تمسكهم بالحياة أقوى من قصف الطائرات ورصاص البنادق، وأقوى من الموت الذي يحدق بهم، يقول الأطفال الكثير عن طفولتهم دون أن ينطقوا بأية كلمة في مسرحيتهم، التي تعتمد على تقنية خيال الظل والمشاهد الصامتة.