أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وثائقيات الآن)

رغمَ قتامةِ الصورةِ وسوداويةِ المشهدِ المرتبطِ بمصير ايِّ رهينةٍ مختطف الا ان وقائعَ تاريخيةً عديدةً اثبتت احتماليةَ فشلِ عملياتِ الإختطافِ او على الاقل سريانَ رياحِها بعكس ما  تشتهي سفن  الخاطفين.

فمقابلِ عملياتِ الإختطافِ التي حققت مبتغاها، عمليات اختطافٍ فاشلةٌ ارتدت على الخاطفين انفسِهم و على المجموعاتِ الإرهابية.
قبضةٌ امنيةٌ.. وشايةٌ داخليةٌ او ربما مجهودٌ فردي قد يحقق الفرقَ.. او حتى غيرِها من  الاسباب التي قد تجعلُ من مسارِعمليةِ الخطفِ مقابلَ الفديةِ عمليةً  ليست بالسهلةِ  وانما  عمليةٌ  معقدةٌ، بنتائجَ غيرِ مضمونة.

احتجاز الرهائن جرم يجب أن يوضع له حدٌ.

 في 7/4/2009 وعلى بعد ثلاثِمئةٍ و خمسين ميلا  350 من الشواطئِ الصوماليةِ وقعَ طاقمُ سفينةِ الكابتن «ريتشارد فيليبس» التجاريةِ في أيدي مجموعةٍ من القراصنة، وفي 9/4/2009 وصلت العملياتُ الخاصةُ للبحريةِ الأميركية، وكان عنصرُ الحسمِ هنا هو السرعة، حيث كان على ثلاثةِ 3 قناصين رصدُ الأهدافِ بالمناظير الليلية وقنصُ ثلاثةِ 3 رؤوسٍ في مركبِ إنقاذٍ مغلقٍ من مسافةٍ تزيد عن ثلاثينَ متراً في نفسِ الثانية وأيُّ خطأٍ أو فارقٍ في التأخير لثانيةٍ إضافيةٍ كان يعني خسارة كابتن فيلبس.

في نوفمبر من العام 2014  قام فريقُ نيفي سيلز و القواتُ الخاصة اليمنية بمحاولةِ  انقاذِ عددٍ من الرهائن من موقعٍ بمحافظة حضرَموت و تكللتِ العمليةُ بإنقاذِ ثمانيةٍ غيرِ امركيين و قتلِ سبعةِ ارهاببين .

صحيحٌ ان العمليةَ فشلت في انقاذِ الصِحافي و المصورِ الامريكي لوك سومرز الذي خُطف في العاصمة اليمنية في ايلول SEP  من العام الفين و ثلاثة عشر 2013 الا ان العمليةَ ادت الى قتلِ العديدِ من الإرهابيين.

في 25/11/2014 تمكنت قوةٌ خاصةٌ من الجيشِ الأمريكي بالتنسيقِ مع وحدةِ مكافحةِ الإرهابِ بالجيش اليمني من تحرير ثمانيةِ 8 رهائن محتجزين لدى تنظيمِ القاعدة في جزيرة العرب وقتلوا جميعَ المسلحين. تسللوا في الظلامِ عبر جبالِ حضرموت وكان عنصرُ المفاجأة هو الحسمَ في العملية.ُيجمعُ قادةُ الوحداتِ الخاصة بجميعِ الجيوشِ النظامية على أن العنصرَ الأهم في عملياتِ الإنقاذ على المستوى التكتيكي هو الاستخباراتُ، وعلى المستوى التنفيذي هو عنصرُ المفاجأة.

وفي كتابه Studies in Special Operations Warfare يَخلُص الأميرال المتقاعد وليام مكرافين القائدُ التاسعُ للقواتِ الخاصة الأمريكية أن عواملَ نجاحِ أيِّ عمليةِ إنقاذِ رهائنَ تعتمد على ثلاثةِ 3 عناصر: السرعةُ ، الغرضُ ، عنصرُ المفاجأة، وأنَّ أيَّ خللٍ في واحدة منها قد يؤدي لفشلِ العملية بأكملها.

في العامِ 2000 قامت مجموعةٌ من المتمردين الأفارقة باختطافِ احدَ عشرَ 11 جنديا من الجيشِ الملكي الأيرلندي، حيث كانوا في دوريةٍ إنسانيةٍ في سيريالون. قامت القواتُ البريطانية بمراقبةِ موقعِ الاختطافِ من مناطقَ قريبةٍ بمعداتِ تصنتٍ عالية. وفي أثناءِ إجراءِ المفاوضاتِ شاهدوا رهينةً يتعرض للاعتداء. مما أدى إلى تغييرِ إستراتيجيةِ التحريرِ وإرسالِ مجموعةٍ من القواتِ الجويةِ على الفور، حيث قامت بقتلِ خمسة وعشرين متمردا وتحريرِ الرهائن بنجاحٍ في أقلَّ من عشرينَ دقيقة.

مايو 2013 تاريخ  اختطاف بيار كوركي الاستاذ القادم  من جنوب افريقيا  على يد تنظيم  القاعدة.

كوركي عمل وزوجته في اليمن مدرسين  قبل ان  يختطفا حيث طالب الخاطفون بفدية و قدرها ثلاثة  ملايين  دولار.

محاولة  انقاذ فاشلة  قتل قبلها  بيوم  الرهينة  كوركي و الصحافي الامريكي لوك سومرز
الا  ان زوجة  كوركي تم الإفراج عنها بمساعي انس الحماطي من جمعية غيفت اوف غيفرز  

ما سبقَ هو غيضٌ من فيضِ العملياتِ الكثيرةِ التي انتهت بفشلٍ  ذريعٍ  نتيجةَ  فشلِ عملياتِ الخطفِ او على الاقل تعثرِها  و بالتالي فشلِ الخاطفين بتحقيقِ مبتغاهُم المادي و انكشافِ لعبتهم .

– قد  تكون  القبضةُ  الامنيةُ هي السببُ او ربما  مجردُ وشايةٍ  داخلية، الاهمُ في كل ذلك انها  وقائعُ تثبت ان عملياتِ  الخطف و رغمَ  نجاح البعضِ منها الا ان فرصَ فشلِها قد تكون  كبيرةً  و كبيرةً جدا  و عواقبَها قد تكون  مأساويةً على الخاطفين و المجموعاتِ  الإرهابية التي تقف وراءها.

الجزائرُ مثلا  كانت من بين الدول التي شهدت العديدَ من عملياتِ الإختطافِ مقابلَ الفدية او المال، لكنها ايضا من الدولِ التي شهدت ردعاً للعديد من المجموعات  الإرهابية  كونُ هذه  الاخيرة لم تحصدْ من عملياتِ  او محاولاتِ الإختطاف سوى الفشلِ المادي و الفشلِ الإستراتيجي .

الكثيرُ من مراكزِ الدراساتِ  في الجزائر و حتى متورطون  سابقون  بالإرهاب يشرحون  باسهابٍ كيف ان المجموعاتِ الإرهابية  لم تهدف  يوما  في عملياتِ الخطف الا  للمال.
وتفنّد  مراكزُ الدراسات  كيف ادى  فشلُ  عملياتِ  الإختطاف الى  دفع ِ  المجموعاتِ  الإرهابية  الى  السعيِ وراءَ مواردَ  اخرى  لتمويل نفسِها.
هذا  عدا  عن خطرِ التفكفك الداخلي نتيجةَ  انكشافِها  الامني .

حتى ان  عملياتِ  القبضِ على  ضالعين في جرائمِ الخطف تشكل في العموم  عمليةً رادعةً لعملياتٍ  اخرى  مماثلةٍ  محتملة ، جهودٌ  تلاقي ربما  المجهودَ  العالمي لتطويقِ هذه  الظاهرة  و جعلِ مهمةِ الخاطفين  اكثرَ خطورةً  و صعوبةً  و اكثرَ فشلا.