أخبار الآن | دبي – الامارت العربية المتحدة ( جمانة عيسى)

 حتى في إعلانه تعليق تجارب بلاده النوويّة ، كان موقف زعيم كوريا الشماليّة محطّ تساؤل عن أبعاده..

فبالرغم من تعليله وقفها إضافة إلى وقف إطلاق صواريخ بالستيّة عابرة للقارات والتي” حقّقت أهدافها “، جاء إعلانه هذا بحسب مراقبين كخطوة ذكيّة لتطمين الآخرين بأنّه وبقدراته النوويّة غير المكتملة ، لن يستطيع ضرب أهداف أميركيّة .

هذا الإعلان جاء قبيل ساعات معدودة من المحادثات الموعودة بين زعيم كوريا الشمالية وشقيقه اللدود رئيس كوريا الجنوبيّة مون جيه-إن، واللقاء المحتمل بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركيّ دونالد ترمب أواخر مايو/أيار 2018؛

فهل كان الرئيس الكوريّ الشماليّ ذكيّا بما يكفي للتحضير، بهذه الخطوة، لهذين اللقاءين المهمّين لبلاده التي ترزح تحت ضائقة اقتصاديّة كبيرة بفعل العقوبات الدوليّة عليها ؟

 صحيح أنّ كثيرا من المتابعين والمحلّلين وضعوا رسما بيانيّا لهذا الموقف بين مصدّق ومشكّك وحتّى مكذّب ، لكنّ الأكيد أنّ في الموقف هذا أسبابا عدّة وراءه :

كبير باحثي معهد سيجونغ جنوبيسول ، تشيونج سيونج تشانج اعتبر هذه الخطوة تنازلا بطريقة من الطرق، وورقة “حسن نيّة”  قبيل المفاوضات، وفي المقلب الآخر ، خفّفالرئيس الأميركيّ من حماسه السابق بشأن تعليق التجارب، معتبرا أنّ الأزمة النوويَة الكوريَة الشماليَة أبعد من أن تكون قد أوشكت على الحلّ، كما قال مسؤولون أميركيّون إنّ الفجوات كبيرة في البرنامج النوويّ الكوريّ وهو بالأساس غير مكتمل، رغم أنّ رئيس وكالة المخابرات الأميريكيّة – سي أي إي – مايك بومبيو ، وهو مؤخّرا أوّل مسؤول أميركيّ يجتمع مع كيم وهو على رأس عمله، كان قد رجّح أنّ بيونغ يانغ ستحتاج شهورا فقط لتتمكّن من شنّ هجوم نوويّ على الولايات المتّحدة.

مع العلم أنّ الباحث في معهد ميدل بيري للدراسات الدوليّة جوشوا بولاك قال في تعليق أثار اهتماما خاصا، إنّ إثارة الحيطة لدى العدوّ لا تحتاج الكمال” وذلك في إشارة منه إلى أنّ بيونغ يانغ تحتاج فقط لإظهار تهديداتها النوويّة الصاروخيّة لتقلق واشنطن .

هذا فيما حذّر  جوزيف بيرموديز من مشروع (38 نورث)، وهو مشروع مقرّه واشنطن لمراقبة كوريا الشماليّة،من الإفراط في التفاؤل أو اعتبار ذلك إشارة على أن كوريا الشماليّة على وشك تفكيك أسلحتها النوويّة.

 وفيما تسعى كوريا الشماليّة، على ما يبدو، جاهدة لرفع العقوبات التي أنهكت اقتصادها،يبقى التساؤل الأخير : هل تنازل كيم جونغ أون عارضا نزع سلاحه الفتّاك أو حتى التهديد به… أم أنه يناور ؟

 

إقرأ أيضاً:

كيف رد دبلوماسي كوري شمالي على قضية الجوازات المزورة؟

اليابان: زعيم كوريا الشمالية يحضر لزلزال نووي