أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة  

منذ هربت أسرة علي الصبحي -15 سنة- من الحرب في سوريا منذ خمس سنوات لم تدس قدماه المدرسة.

وأصبح عاملاً في متجر منتجات غذائية بدوام مدته 12 ساعة, ثم انتقل لبيع الوجبات السريعة و اليوم هو نادلٌ في مقهى يتعايش مع قسوة الموظفين والعمل الشاق بالأجر القليل لأن لامعيل لعائلته سواه.

أحد الصعوبات التي يواجهها الأطفال السوريون هو عدم توفر وثائق تثبت إكمالهم لصفوف دراسية في سوريا, فطلبت المدرسة من علي صبحي إعادته للصف الثالث لعدم توافر وثائق تثبت أن أكمل الصف الثالث في سوريا.

بعد أن أصبح والد علي طريح الفراش بسبب مشاكل في ظهره لم يكن أمام علي سوى أن يكون مسؤول عن عائلته المكونة من 8 أفراد.

يقول علي "لا أستطيع أن أدع عائلتي تموت من الجوع, أنا مجبر على العمل وتحمل المسؤولية, يجب علي أن اتحمل مشاق العمل كي أؤمن لقمة العيش".

يبدأ علي عمله في المقهى عند الثانية ظهراً حتى فجر اليوم التالي, يقوم خلال مناوبته بالتنظيف وخدمة الزبائن في دورات المياه بأجر أقصاه خمسة دنانير في اليوم يخصم منها مديره أحياناً و يقول علي أن ما زال على مديره أن يدفع له 63 دينار.

والدة علي تعيش في قلق دائم عليه و أحياناً تقول له أن يترك عمله و يعود خوفاً من أن يتعرض له أحد على الطريق أو يقتله.

علي هو واحد من ثلث أطفال سوريا اللاجئين الذين حرموا من إكمال تعليمهم بسبب الحرب بعد لجوؤهم للبنان و تركيا و مصر و العراق و الأردن بحسب التقرير الذي نشرته وكالة أسوشيتد برس.

و جاء في التقرير أنه يجب أن يكون جميع هؤلاء الأطفال مسجلين في المدارس بعد تعهد أجري بين الدول الراعية و المنظمات الدولية في مؤتمر "مساعدة سوريا" الذي أقيم في لندن منذ سنة و نصف تقريباً.

لكن الميزانية ما زالت تعاني من نقص شديد في التمويل بسبب الأزمات الاقتصادية المختلفة التي تعاني منها الدول.

و قالت جوليت توما متحدثة باسم اليونيسف أنه لو كان التمويل مكتملا لأعيد جميع الاطفال السوريين إلى المدارس.

كما ذكر التقرير أن للوضع الاقتصادي دور كبير مباشر و غير مباشر في حرمان هؤلاء الاطفال من اكمال تعليمهم, ففقر اللاجئين الشديد يدفع الكثير من الفتية للعمل بوظائف شاقة و الفتيات إلى الزواج المبكر, هذا بالإضافة إلى عدم قدرة المدارس على استيعاب المزيد من الطلاب و خوف الاهالي الشديد على أطفالهم أو عدم استطاعتهم لمصاريف التنقل.

لكن أكدت توما أن نسبة الأطفال من دون تعليم انخفضت من 45% إلى 34% بين ديسمبر 2015 و ديسمبر 2016.

ووفقا للتقرير علقت وزارة التنمية البريطانية قالت على الأمر أن هنالك تحسن ملحوظ لكن يبقى التحدي كبير جداً.

في الأردن 126000 من أصل 212000 تم تسجليهم في المدارس بدعم من الحكومة التي بدأت حملة بمضاعفة عدد المدارس ذات الدوام المسائي إلى 200 في خريف 2016
كما يوجد 46000 طفل في دورات إعادة تأهيل للرجوع إلى التعليم تقام في 60 مركزا حيث تمكن الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة لأكثر من ثلاث سنوات تعويض ما فاتهم  
لكن ما زال هنالك حوالي 40000 طفل سوري في الأردن لا يمكنهم إكمال تعليمهم أو لا يرغبون بالاكمال.

وقال روبيرت جينكس مسؤول اليونيسف في الأردن إن ميزانية التعليم التي وضعت لعام 2017 و تبلغ قيمتها 96 مليون دولار لم يغطى سوى نصفها حتى الآن.

في الوقت الراهن يحصل ما يقارب 52000 طفل على 20 دينار كمصروف شهري لمساعدتهم بمصاريف التنقل للمدرسة و احتياجات التعليم أو لتمكن الفتيان من ترك وظائفهم على الأقل, و أعرب جينكس عن خيبة أمله لعدم استطاعته على مضاعفة عدد المشاركين بل أصبح البرنامج مهدد بالتوقيف لضعف التمويل.

كما قال إن العائلات السورية اللاجئة تواجه خيارات صعبة لكن حلم "إكمال تعليم اطفالهم" على رأس قائمة آمالهم.

 

اقرأ أيضا:
غارات مكثفة للتحالف الدولي على داعش في الرقة

القلب ينبض سوريا عند اليافعين