أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)

في حين انتقد رواد التواصل الإجتماعي في تويتر التأويل القطري لتحويل قرار #مقاطعة_قطر الى وسمه بـ (حصار) وتصدر وسم #مقاطعة_وليست_حصار وأصبح الأكثر تداولا خلال الأسبوع الماضي فقد تدخل وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش  وأوضح أن الفرق بين المقاطعة والحصار كبير وأن قرار قطع العلاقات مع قطر هو إجراء سيادي من الدول المقاطعة ردا على سلوك الدوحة وتمويلها للإرهاب والتطرف وأكد ان دولة الإمارات والسعودية والبحرين لا يحاصرون قطر بل يقاطعونها.

من ناحية أخرى عبر مغردون إماراتيون وسعوديون عبر وسم #مقاطعة_وليست_حصار  على أن المقاطعة الاقتصادية التي فُرضت على حركة الطيران والموانىء والحدود البرية القطرية هدفها الأساسي هو دفع قطر إلى الإستجابة إلى المطالب الخليجية وبنودها العشرة ولكن الحكومة القطرية، حسب المغردين، وبدل ذلك، راحت تستجدي الحليب والغذاء والحماية من تركيا وإيران، وقالوا أن لجوء قطر الى احضان إيران هو (خيار انتحاري) لأن إيران لن تقدم خدماتها لقطر دون ثمن باهض وأن قطر ستدفع ثمن هذا الخيار مرتين واحدة لـ إيران والأخرى بخسارة ثقة دول الجوار، فأشتعل وسم #قطر_تنتحر على مدار الأيام الثلاثة الماضية في حين استمرت قطر بـ سياستها ومواقفها بالدفاع والإستعطاف والمكابرة والتي تسببت في عزلتها الإقليمية وخسارات تبلغ المليارات.

في التحليل الإقتصادي يظهر أن مقاطعة كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية على خلفية الممارسات والسلوك المرفوض شكلا ومنطقا من دول الجوار بإعتبار أن قطر راعية للأرهاب فإن الأرقام تشير إلى أن تعنت قطر بالنسبة لها سيعد الكارثة الأكبر والأضخم منذ نشأة الدولة وسيتسبب بلا شك بإنهيار المنظومة الإقتصادية القطرية بشكل كامل.

ويبدو أن التصعيد والمكابرة والتخبط السياسي من جانب قطر غير مفهوم فقد تعاظمت أزمتها وتشعبت خيوطها وتهاوت مؤشراتها الإقتصادية الحيوية، وظهر شرخ لا يمكن ترقيعه بالمكابرة أو التقارير التي ينتجها الإعلام القطري الذي لن يتمكن من رأب الصدع في قلق المستثمرين والتجار والمضاربين في أسواق الأسهم والشركات العالمية التي تراجعت كلها خطوة إلى الخلف بسبب السمعة السيئة التي نالتها دولة قطر بأنها دولة راعية وممولة للإرهاب عالميا.

نلاحظ بالطبع النزيف الحاد في تراجع تدفق الودائع والاستثمارات وتضرر المنشآت الإنتاجية والخدمية القطرية من تأثير المقاطعة وكذلك المشاكل اللوجستية التي تواجه المستثمرين الذين كانوا يتعاملون مع قطر أو يتعاملون معها حاليا بعد اعلان التصنيفات الائتمانية التي ذكرت وأكدت تراجع الإقتصاد القطري بالإضافة إلى ما تواجهه الخطوط الجوية القطرية من مستقبل مجهول بعد عمليات إلغاء الحجوزات واغلاق المنافذ الجوية وكذلك الأمر بالنسبة لـ الغاز القطري حيث بدأت ملامح تصريحات تؤكد أن الدول المستوردة قد لا تجدد عقود الغاز مع قطر أو تلك التي ستحاول الحصول على شروط اكثر مرونة والذي سيجعل قطر، إن استمرت في المكابرة، أن تضطر للرضوخ لتلك الشروط والذي يؤسس أن قطاع الغاز القطري سيواجه حتما سقوطا آخر مع صعوبات لوجستية في كيفية التصدير في ظل المقاطعة براً أو بحراً حيث تؤكد تقارير مؤخرا على تزايد الشكوك بشأن مدى قدرة الدوحة على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.

بالطبع وحسب التقارير فإن الأزمة التي أوقعت قطر نفسها فيها سيهدد بلا شك تنظيمها لنهائيات كأس العالم 2022، وقد يتحول حلم استضافة مونديال 2022 إلى كابوس خاصة في إستحالة استخدام قطر للحدود البرية مع السعودية لاستيراد غالبية متطلبات البناء التي يحتاجها المشروع.

بشكل عام، تشير كل التوقعات والتحليلات أن دولة قطر معرضة للإنكماش الإقتصادي وأن هناك تهديدات تلوح بفقدان قوة الريال القطري لقيمته الفعلية ولن تغنيها المكابرة ومناقشات تويتر أنها حصار أم مقاطعة أو إصدار تقارير أنها قادرة على تجاوز الأزمة وإيجاد البدائل، فالأرقام لا تميز المناقشات الإعلامية بل تتحدث في الصميم وتقول بصوت عال أن #قطر_تنتحر .

*نورا محمد المطيري (مواليد 8 أغسطس 1984)، إعلامية وباحثة في مجال إقتصاد الأسرة، مذيعة ومحررة أخبار إقتصادية، صدر لها كتاب: إنقاذ، وكتاب: الرفق بالحيوان.. إنسانية، وتشغل منصب رئيسة تحرير شبكة إن إم إن نيوز، مهتمة بقضايا الرفق بالحيوان وحقوق الحيوان.