أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)

منذ نهاية العام 2016 تصدر هاشتاغ #ترامب جميع مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة #تويتر كأكثر وسم يتردد بلغات العالم، ونلاحظ أنه مازال لغاية #الآن وسما نشطا سواء بشكل مفرد أو مع #هاشتاغ مرتبط به، ومما لا شك فيه أن #فوز_ترامب في #الإنتخابات_الأمريكية وتوليه منصب أقوى دولة في العالم وضعه في منطقة القياس والتقييم سواء التقليدية وهي تقييم إنطلاقته وتنفيذه لبرنامجه الإنتخابي خلال مئة يوم -كما يحدث عادة في أمريكا وبعض دول العالم – أو التقييم العام بفحص حنكته السياسية والإقتصادية ونظرته ورؤيته – على أرض الواقع- للسياستين الداخلية والخارجية خلال عام على الأقل، ويقع على عاتقه إجتياز الإختبارين بنجاح لضمان استطلاعات الرأي التي تبين مدى رضى الشعب الأمريكي على أداءه وكذلك ليضمن القوى العليا في #أمريكا سواء الكونجرس ورجال الأعمال وأجهزة الدولة السيادية ويتمكن من إكمال ولايته للسنوات الأربع القادمة .

شخصيا قمت بعمل استطلاع رأي شارك في حوالي 754 شخصا للتصويت على #كيف_يرى_العالم_ترامب_في_100_يوم  وتبين لي أن المشاركين معظمهم من الأشقاء العرب الذين رأوا أن #ترامب_لن_يحظى_بثقة_العالم والتي تتفق إلى حد ما مع ما رصده بعض المتخصصين حول إنجازات ترامب وتم وصفها بأنها غير حافلة لتاريخة السياسي القصير، لكن ترامب نفسه علق على تلك الإنتقادات قائلا  "لا أعتقد أن أحدا قام بما تمكنا من القيام به خلال مئة يوم، إننا في غاية السرور". وتابع "إننا نحقق إنجازات كثيرة" معتبرا رغم ذلك أن استحقاق الـ( 100يوم) الرمزي هو في الواقع "معيار خاطئ"، وقال الناطق الرسمي باسم البيت الأربيض شون سبيسر "إننا نشعر بالفخر لما تمكنا من تحقيقه والوفاء بالوعود التي قطعها الرئيس خلال حملته الانتخابية".

لا أعتقد أن فترة الـ 100 يوم كافية لتوضيح وتحديد مسار ورؤية ترامب على الصعيدين السياسي والإقتصادي وفي النطاقين الداخلي والخارجي، فنحن متفقون على أن #دونالد_ترامب كان بالأمس فقط رجل أعمال ناجح مخضرم يتولى إدارة شركاته وصفقاته العقارية والتجارية، وليس من السهل، في مئة يوم، أن يحقق ترامب معجزة بتسوية الملفات العالمية وعلاقات أمريكا مع الصين وروسيا وتركيا وإيران والخليج العربي وجميع دول العالم وكذلك ملف #كوريا_الشمالية و #تهديدات_بيونغ_يانغ والملف السوري الشائك والحرب على التطرف والإرهاب، إضافة إلى إعادة تأهيل علاقة أمريكا مع الإتحاد الأروبي في ظل #الإنتخابات_الفرنسية و #خروج_بريطانيا_من_الإتحاد حيث قال ترامب في إحدى تصريحاته أن #الإتحاد_الأوروبي_رائع لكنه يؤيد خروج #بريطانيا تماما بالرغم من عدم الاستقرار والإحباط الذي تشعر به #أوروبا بسبب خروج بريطانيا، بالإضافة إلى #رؤية_ترامب حول #الحلف_الأطلسي الذي يرى أنه قد "عفا عليه الزمن".

بالطبع ، لن نهمل الملفات الكبرى، فلو أراد ترامب، حسب تصوري، أن يتفرغ فقط لمحاربة تنظيم #داعش الإرهابي الذي استمرأ خلال السنوات الماضية في سوريا والعراق وليبيا وإمتدت يده الملطخة بالدماء إلى كل رقعة في العالم وراح يتراجع في الآونة الأخيرة، سيحتاج #ترامب – بمساعدة الدول المتضررة والمهتمة – إلى أكثر من عام ليعلن #نهاية_داعش_الى_الأبد ، رأينا، خلال الأيام السابقة كيف أنهالت على #الرئيس_الأمريكي في الساحة الداخلية الأمريكية الإنتقادات والمقارنات مع الرؤساء السابقين من قبل #الإعلام_الأمريكي أو النخب السياسية المنافسة خلال الـ 100 يوم التي تولاها، ولكن سلفه #أوباما ، يعترف أن  الـ 8 أعوام التي تولاها في #الرئاسة_الأمريكية لم تكن كافية لتحقيق الإنجازات الكبرى لذلك فإنني أرى أن #ترامب وفي ظل الأوضاع السياسية العالمية الحالية سيحتاج إلى فترة لا تقل عن العام ( 12 شهرا)  لتقييم النهج #الجمهوري الموسوم بالطابع الترامبي في قيادة أمريكا والإقتراب من مواضيع العالم الساخن وتجاوز الملفات الأمريكية الضخمة في الساحتين الداخلية والخارجية.

—-

*نورا محمد المطيري (مواليد 8 أغسطس 1984)، إعلامية وباحثة في مجال إقتصاد الأسرة، مذيعة ومحررة أخبار إقتصادية، صدر لها كتاب: إنقاذ، وكتاب: الرفق بالحيوان.. إنسانية، وتشغل منصب رئيسة تحرير شبكة إن إم إن نيوز، مهتمة بقضايا الرفق بالحيوان وحقوق الحيوان.