أخبار الآن | لبنان – (منى علامي)

أعلنت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء أنها رصدت مكافآت مالية بملايين الدولارات لأي شخص يزودها بمعلومات عن مسؤولين في ميليشيا حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، الذي منذ مشاركته في الحرب السورية، نمت قدراته العسكرية بشكل ملحوظ إنما بات في المقابل معرّضاً  أكثر لاختراقات أمنية نتيجة نشاطه الإقليمي الموسّع.    

فقد صرحت وزارة الخارجية الامريكية ان واشنطن قدّمت ما يصل الى 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال طلال حميّة، رئيس العمليات الخارجية لميليشيا حزب الله، و5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن فؤاد شكر، أحد أبرز القياديين العسكريين فيه. 

وتعليقا على هذا القرار، يشير نيكولس بلانفورد الخبير المتخصص في شؤون ميليشيا حزب الله أن "الغموض يكتنف هاتين الشخصيتين، وليس من معلومات مؤكدة حول الدور الذي يؤديانه في ميليشيا الحزب إنما يُعتقد أن حمية "يدير ذراع العمليات الخارجية  لميليشيا حزب الله" خلفاً لعماد مغنية، بينما كان لشكر دور ضالع في العمليات العسكرية الأخيرة في سوريا.  

وقد صرَّح ناثان سيلز، منسق مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة أن هذه المكافآت هي الأولى التي تعرضها الولايات المتحدة لإلقاء القبض على عناصر من ميليشيا حزب الله منذ عشر سنوات.

فسبق لبرنامج "المكافآت من أجل العدالة" أن قدّم خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن علي عطوة، وحسن عز الدين ومحمد علي حمادة الذين تتهمهم الولايات المتحدة  باختطاف طائرة تي دبليو إيه الرحلة 847 عام 1985 وبقتل غطاس البحرية الأمريكية روبرت ستيثيم.   

وتأتي هذه المكافآت الأخيرة نتيجة  اعتقاد  أجهزة المخابرات الأمريكية "أن ميليشيا حزب الله تسعى إلى تطوير القدرة على الضرب داخل الولايات المتحدة".

يرى بلانفورد من جهته "أن هذه المكافآت تندرج ضمن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى وضع مزيد من الضغط على إيران، واستهداف ميليشيا حزب الله، الذراع العسكري الأبرز لديها، هو إحدى أفضل الطرق لذلك". 

كما يستبعد الخبير أن  تؤدي هذه المكافأة إلى أي معلومات عن مكان وجود حميّة وشكر، "تماما مثل المكافأة السابقة بقيمة 5 ملايين دولار على خاطفي طائرة  تي دبليو إيه  التي لم تحقق أي نتائج"، "فالحزب يعرف جيدا أنه مستهدف من جهات عدة في سوريا، ولا شك أنه اتخذ تدابير أمنية مشددة لحماية قيادييه".

ومع ذلك، فإن نشاط ميليشيا الحزب الإقليمي جعله عرضة لاختراقات "أمنية" بالرغم من القدرات العسكرية الجديدة التي اكتسبها في سوريا نتيجة التنسيق والتدريب مع الجيوش الأجنبية الكبيرة وأبرزها الجيش الروسي.

ففي يناير/كانون الثاني 2015،  استهدفت غارة جوية جهاد مغنية، القيادي في ميليشيا حزب الله وابن القائد العسكري عماد مغنية في محافظة القنيطرة السورية بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة أدت إلى مصرعه مع أربعة مقاتلين آخرين من الحزب. 

وفي عام 2016، قتل القائد العسكري الأعلى لميليشيا حزب الله في سوريا، مصطفى أمين بدر الدين. اتهم الحزب حينها "الجهاديين" بقتل بدر الدين، بينما زعمت إسرائيل في وقت لاحق أن ميليشيا حزب الله  كانت وراء تصفية أحد أبرز قادته، وأشارت مصادر عسكرية عربية الى أن قتل بدر الدين تم باستعمال أسلحة شديدة التطور لم تكن متوفرة للمتمردين.  

وقبل ذلك، في عام 2008 قامت وكالة الاستخبارات المركزية CIA  وجهاز استخبارات آخر باغتيال رئيس العمليات الخارجية في الحزب عماد مغنية، معتمدين على تسريبات من داخل جهاز المخابرات السورية.

وتعتبر عمليات التصفية هذه دليلا واضحا على تزايد اختراق ميليشيا حزب الله في سوريا حيث يعمل خارج قاعدته الشعبية الطبيعية. فواقع أنه مضطر للتعامل مع أفرقاء كثر بدءًا من الجيش الروسي والجيش السوري والنظام الإيراني كما الميليشيات اليمنية والعراقية والأفغانية يجعل من الانتهاكات الأمنية في صفوفه أسهل بكثير، ناهيك عن مزاعم الفساد بين مقاتليه في أعقاب الحرب السورية.. عوامل تتضافر كلها لتجعل من خطر الاختراقات الأمنية تهديدا حقيقياً قد يكون من الصعب احتواءه هذه المرة.

للمزيد:

تبني داعش لهجوم لاس فيغاس ضرب انتهازي خاسر إن لم يوثق
هل انتهى دور داعش والنصرة في سوريا؟