أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)

بهدف معلن، يطير الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى روسيا للقاء نظيره فلاديمير بوتين، وهو طيّ مرحلة اتسمت بالتوتر في ظل مواقف متباعدة في مسائل متعددة، كان أبرزها، الأزمة السورية.

وما فاقم التباعد، إسقاط تركيا طائرة مقاتلة حربية روسية في شهر نوفمبر – تشرين الثاني 2015 وفرض موسكو، كردّ انتقامي، عقوبات تجارية على تركيا، ما انعكس تراجعا نسبته سبعة وثمانون بالمئة في عدد السيّاح الروس في النصف الأول من العام الجاري.

الرئيس التركي، لم يتوان، في لقاء صحفي قبيل توجهه إلى سان بطرسبيرغ، عن وصف الرئيس الروسي ب"الصديق" ووصف زيارته ب"الزيارة التاريخية والبداية الجديدة" ، ما يظهّر علانية صورة المباحثات التي أمل "أن تفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين".

ولعلّ المهتم الأكبر بهذه الزيارة هو "السوريّ" الذي يترقّب نتائجها ، فلطالما كان البلدان على اطلاع واضطلاع مباشرين بهذه الأزمة منذ اندلاعها ،كل من جهته النقيضة للآخر، في ظل إعلان رسمي بأنّ القضية السوريّة هي على رأس جدول أعمال المباحثات الثنائية، إضافة إلى قضايا بينيّة مهمة لكلا الطرفين مثل التجارة والطاقة.

في المقابل، لا يمكن أن نغفل، حسبما يرى كثير من المحلّلين، أنّ زيارة الرئيس إردوغان لروسيا لا تعني أن بلاده، الطامحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ستدير ظهرها لزملائها الغربيين، أعضاء حلف شمال الأطلسي، رغم شدّ الحبال الذي جرى بين أنقرة من جهة، وحلفائها المفترضين من جهة أخرى، بعدما اتهمتهم أنقرة بعدم الوقوف بحزم إلى جانبها، مقابل محاولة الانقلاب التي جرت في تركيا الشهر الماضي، والتي أقلّ ما قالته فيها بأن الدول الغربيّة "الديمقراطيّة" لم تبد قلقها من "محاولة الانقلاب" بقدر قلقها من "الخطوات الشرعية التي اتخذتها الحكومة المنتخبة ديمقراطيا عقب المحاولة الانقلابية"!

الأكيد من كل ما تقدّم وتمهّد، أنّ مواقف البلدين، تركيا وروسيا، من أمور إقليميّة عديدة لن تبقى على ما هي عليه، بعد لقاء إردوغان – بوتين.

اقرأ ايضا:

الحزب الحاكم بتركيا يأمر بتطهير صفوفه من أنصار غولن

وزير الدفاع التركي يؤكد إختفاء 288 عسكرياً بينهم جنرالات