أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)

قد يكون تخيّل لداعش أنّه انتصر باحتلاله مناطق من ليبيا ، لكنه ما لبث أن عرف أنّ احتلاله هذا، مثّل هزيمة نكراء له ،برفض الليبيّين تقبّله ، ما يتسبّب بانهياره واندحاره وبالتالي عدم التمكّن من الاستمرار.

هذه هي حاله في ليبيا، فهو ومنذ العملية الانتحاريّة الأولى له في 22 من ديسمبر – 2013 التي نفّذها التونسيّ الداعشي ضدّ منتسبي الجيش في بوابة برسس ، شرق بنغازي ، تبيّن بوضوح أنّ  أغلب العمليات التي أعلن عنها التنظيم داخل البلاد ، كانت من تنفيذ أشخاص من جنسيات مختلفة خصوصا أولئك الذين يحملون الجنسيات التونسية و السودانية والنيجيرية.

ألعديد من اعترافات العناصر الإرهابية المنشورة تثبت أن لا وجود للفكر الإرهابي في ليبيا ، ولكنّ قيادات هذه المجموعات التي جاءت من خارج البلاد خطّطت لإقحام شباب البلاد في معارك ضد الدولة لنشر الفوضى والدمار إمّا من خلال شراء الذمم بالمال أو عن طريق الاستفزاز والابتزاز ، تارة بالترهيب وطورا بالترغيب، وأكّدت، هذه الاعترافات، التحقيقات مع بعض الليبيين ، منتسبي المليشيات المتطرفة المقبوض عليهم، الذين أفادوا بأنهم انضمّوا إلى هذه الجماعات من أجل المال والسلطة وليس بغرض القتل والتفجير وزرع الرعب والخوف.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تشكيل "داعش – ليبيا" في 13 من نوفمبر عام 2014 عندما ظهرت فيديوهات على الإنترنت تبيّن مجموعة من المسلّحين في مدينة درنة يبايعون زعيمها أبا بكر البغدادي والذي أعلن على إثرها إنشاء ثلاثة فروع في ليبيا تابعة لدولة"الخلافة" المزعومة، وهي ولاية برقة شرقا، وولاية فزان في الصحراء جنوبا، وولاية طرابلس غربا.

خطوات قليلة تفصل " دولة الإرهاب " في ليبيا عن الانهيار الشامل لسبب رئيس هو،  عدم وجود حاضنة شعبيّة له في البلاد، ما مهّد الطريق أمام انتصارات حقّقتها القوات الليبيّة ضدّ أفراد هذا التنظيم الذي احتلّ مناطق بعينها وتحديدا في سرت وبنغازي وعاث فيها إفسادا وظلما ، وهو يرزح الآن تحت ضغط العمليّات العسكريّة والحصار المفروض عليه لقطع خطوط الإمداد عنه خصوصا من جهة البحر الذي يعتبر ممرّا لنقل العديد والعتاد إليه ولا سيما في سرت .

هذا الوضع المتأزّم لداعش المحاصر فيما تبقّى له من جيوب ، دفع البعض إلى التحذير من خطر تسرّب أفراده إلى دول الجوار ، ولا سيما مصر وتونس والجزائر وذلك عبر الصحراء الليبيّة التي تصعب مراقبتها ، فتصاعدت مخاوف هذه الدول التي لجأت إلى العزل سياسة ، فتبني تونس جدارا على الحدود مع ليبيا ،وكذلك تفعل الجزائر ببناء سياج مماثل.

إلا أنّ هذه الإجراءات الاحترازية لا تتمّ من قبل دول أخرى ، مثل تشاد والنيجر، ما يثير المخاوف بأن تصبح مثل هذه الدول ، الضعيفة أمنيا على الحدود، ملجأ للفارّين من داعش ونقطة تمركز جديدة لهم في القارة الأفريقيّة .

المزيد من الأخبار:

البنيان المرصوص تعلن أن معركة سرت تشرف على النهاية

9 غارات أمريكية على داعش في سرت