أخبار الآن | الهيئة السورية للإعلام (حسام يوسف)

يبدو أن حقيقة الدعم الايراني المستميت لنظام الأسد وأهدافه بدأت تتضح بشكل أكبر لتصدم معظم إن لم نقل كافة المراقبين للوضع السوري، وتكشف عن مشروع ايراني خفي قد لا يكن بدأ مع الثورة السورية وإنما استغلها ليسرع من وتيرة انجازه مع ايجادها ذريعة لإدخال عشرات الالاف من المقاتلين الشيعة إلى سوريا .

اقصاء العلويين من الحكم وتقوية النفوذ الشيعي المسلح

بتعمق بسيط بشكل الدعم الذي تقدمه إيران للأسد منذ بداية الثورة يتضح أن هذا الدعم ركّز على تقوية الوجود الشيعي المسلح الذي كان معدوما قبل الثورة، من خلال إقحام حزب الله في سوريا وإتباعه بآلاف المقاتلين الشيعة من "إيران وباكستان وأفغانستان والعراق" لخوض أكثر المعارك أهمية في المناطق الإستراتيجية، كما حدث في القلمون والقصير والأحياء الجنوبية من دمشق، والتي ظهر فيما بعد إشراك هذه العناصر في تلك المناطق هدف إلى تهميش العلويين وتقليص نفوذهم بدلاً من دعمهم، الأمر الذي أكده تمركز المقاتلين الشيعة في المناطق المذكورة وعدم السماح لقوات النظام بالدخول إليها، وما ترافق مع ذلك من إتّباع سياسة التهجير الطائفي .

إلى جانب ذلك، فإن ما يزيد الشكوك حول المشروع الايراني مؤخرا، هو نشاط الحرس الثوري في سوريا وخاصة في دمشق والمنطقة الجنوبية والشرقية من سوريا لتشكيل قوة عسكرية "شيعية" كميليشيا "حمو" التي شكلت مؤخرا في سوريا، إضافة إلى دعمها الميلشيات الشيعية في نبل والزهراء ومدها بأسلحة قد تفوق بتطورها ما تملكه قوات النظام، وسط تجاهل إيراني واضح لقوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني واللتين يشكل العلويين فيهما نسبة تتجاوز 95% ، ما يشير إلى ميل إيران لتشكيل قوة شيعية في سوريا على شاكلة حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، أو كالمليشيات الشيعية في العراق، تمهيداً لتهميش العلويين وربما اقصاءهم من الحكم في مرحلة قادمة .
 

مشروع إيراني بإقصاء العلويين يشعل صراعا بين الحلفاء

معارك الجنوب أولى خطوات الإقصاء

أولى خطوات الإقصاء الإيراني لبشار الأسد كانت إعلانها قيادة المعركة في الجبهة الجنوبية ضد الثوار بشكل واضح وصريح، وتجيير كافة وسائل الاعلام الموالية للتطبيل والتزمير لتلك المعركة، إضافة إلى الظهور العلني لقاسم سليماني فيها لقيادة المعارك وفق المصالح الإيرانية وليس لصالح حماية الأسد، وهو ما يعد مؤشرا إضافيا على المشروع الايراني واقصائه للعلويين أو تهميشهم، خاصة وأن المعركة وفقا لمحللين عسكريين واستراتيجيين تهدف لربط المنطقة الجنوبية في سوريا بجنوب لبنان الخاضع لسيطرة حزب الله، وبالتالي ضمان سيطرة إيران على هذه المنطقة بشكل كامل، لاسيما وأن المعارك حاليا تدور في الأرياف الغربية من درعا والقنيطرة المحاذية للحدود اللبنانية.

صراع الحلفاء بدأ في القلمون وقد لا ينتهي في درعا

بوادر صحوة النظام حيال ما يحيكه الإيرانيون قد تكون سبقت فتح المعركة في الجبهة الجنوبية، وهو ما يفسر أسباب وقوع كثير من الإشتباكات بين أفراد ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام في القلمون ويبرود والمناطق الجنوبية من دمشق منتصف العام الماضي، إلا أن ما تشهده معارك الجبهة الجنوبية اليوم من استهداف مدفعية النظام في الفرقة التاسعة مجموعتين تابعتين لحزب الله في مرتين منفصلتين أثناء محاولتهم التسلل إلى مناطق في ريف درعا خلال أربعة أيام، ينذر بأن صحوة النظام قد بدأت بالتحول إلى صراع مع الحليف الإيراني، وحزب الله أول ضحاياه، والمؤكد أكثر أن هذا الصراع وإن بدأ خفيا في القلمون إلا أنه لن ينتهي في الجنوب وربما يتحول إلى أكثر علانية، ما يشير إلى مزيد من الدماء في اقتتال الحلفاء .