أخبار الآن | القلمون – سوريا (أبو محمد اليبرودي)

لم تشغل ظروف الحرب الدائرة في القلمون الثوار هناك عن الالتفات للجوانب الأمنية وضبطها داخليا من خلال تعويض الفراغ الحاصل جراء غياب مؤسسات الشرطة والأمن التي كانت تابعة للنظام السوري وزالت بزواله في المناطق المحررة، وذلك بتشكيل مؤسسات أمن وشرطة داخلية بتبعية كاملة للثوار في مدن القلمون المحرر.

كانت منطقة "القلمون الشرقي" سباقة في تشكيل المؤسسات الشرطية والأمنية المعنية بضبط الأمن الداخلي لمدن القلمون الشرقي، فقد تشكلت الكتيبة 582 حراسة من متطوعين تابعين لمعظم الفصائل الثورية هدفها التفرغ للمشاكل الداخلية ليتسنى للثوار التفرغ للمعارك الخارجية وعدم الانشغال بما يجري داخل المدن.

احتياجات أمنية

يقول "مروان القاضي" إعلامي جيش الإسلام في القلمون الشرقي أن تشكيل الكتيبة 582 حراسة في العام الفائت جاء كأول نواة لبدء العمل في مجال الأمن الداخلي وضبط المشاكل المدنية والعسكرية داخل المدن وضبط التجاوزات، وقد كانت بمبادرة من فصائل عسكرية لتخفيف الضغط والعبء على الكتائب من المشاكل الداخلية، ليتطور العمل الشرطي مؤخرا ويتمخض عن تشكيل قيادة شرطة القلمون والبادية، والتي يعتبر معظم عناصرها وقياداتها من الجهات المدنية والمنشقين عن قسم الشرطة.

وعن عمل قيادة شرطة القلمون والبادية يقول المقدم "أبو خالد" مسؤول قيادة شرطة القلمون والبادية، أن تشكيل القيادة جاء كمطلب أمني كبير بعد تدهور الأوضاع الأمنية داخليا مؤخرا عقب تغلغل داعش في مدن القلمون الشرقي خاصة في مدينة "الضمير" والتي سجلت عدة تفجيرات انتحارية استهدفت عسكريين ومدنيين من المدينة.

 

"جيش سوريا الجديد" فصيل ثوري لمحاربة داعش بدير الزور

شرطة مدنية

ويضيف "أبو خالد" أن القيادة بدأت عملها ضمن هيكلية منظمة تضم معظم مدن وبلدات القلمون الشرقي ضمن قطاعات عملها، حيث يتم العمل حاليا ضمن مدن الضمير والرحيبة وجيرود والعطنة بالإضافة لقطاع البادية، حيث أنه من المجدي أن يكون هنالك ترابطا إداريا بين قيادات المدن من أجل تعقب الجرائم والمتهمين في حال تحركهم ضمن المنطقة حيث أن الأحداث الجارية لا تتجزأ بالحدود الإدارية للمدن.

وعن المهام الحالية التي تقوم بها الشرطة هناك، يقول المقدم أن عناصر القيادة تقوم بتأمين معظم المرافق العامة والأسواق في المدن والبلدات التي تعمل فيها القيادة وخاصة في المناسبات العامة والأعياد وأثناء صلاة الجمعة، حيث تقوم بتأمين هذه الأماكن من تواجد أية عبوات ناسفة أو آليات مشبوهة قد تحتوي عبوات ناسفة من الممكن أن تستهدف جموع المدنيين، إضافة إلى إقامة حواجز التفتيش عند معظم مداخل ومخارج المدن وذلك لضمان معرفة هوية الداخل والخارج إلى البلدة وعدم وصول عملاء النظام أو داعش إلى داخل البلدة.

ويضيف أبو خالد أن قيادة الشرطة تسعى جاهدة لتوسيع كادرها من خلال ضم أكبر عدد من الشباب المؤهل إلى صفوف الشرطة الحرة وذلك بعد مقابلات يقوم بها المعنيون من القيادة مع طالبي الانتساب لضمان توظيف شباب قادرة على القيام بهذا العمل على أحسن وجه بأكبر قدر من التخصص.

ويشير المقدم أنهم يحاولون النهوض بهذه المؤسسة بالإمكانيات البسيطة المتوافرة من خلال تقديم بعض الحوافز واللباس لمعظم المنتسبين اعتمادا على بعض التبرعات من المستفيدين للمشروع، وتسعى القيادة أيضا للتواصل مع جهات داعمة بشكل أكبر لتتبنى هذه المؤسسة مما سيخولها النهوض والقيام بالدور التي أنشأت لأجله على أكمل وجه.

شرطة البادية والقلمون .. بديل لشرطة النظام في عهد الثورةشرطة البادية والقلمون .. بديل لشرطة النظام في عهد الثورةشرطة البادية والقلمون .. بديل لشرطة النظام في عهد الثورة