أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد)

في السابع من فبراير في العام الماضي، قتل حوالي 200 مسلح وجرح العشرات من مرتزقة ميليشيات “الفاغنر” الروسية، إثر هجومها على موقع عسكري تابع للتحالف الدولي ضد “داعش”، في “دير الزور” شرق سوريا.

الهجوم  عرف العالم بجرائم المرتزقة الروسية المسماة بـ”الفاغنر”، والخطر الذي تشكله ومازال على الدول الضعيفة.

الكاتبة الصحفية والناشطة الحقوقية الروسية، ناديجدا كيفركوفا، تكسر جدار الصمت المطبق حول “الفاغنر” في روسيا، في مقابلة مع “أخبار الآن”.

بداية تعرف الرأي العام الدولي بجرائم “الفاغنر” بدأت مع قتلهم لـ3 صحافيين روس تعقبوا أثر أنشطتها في جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك في نقطة تفتيش ضواحي عاصمة الدولة الـأفريقية. الأمر الذي جذب انتباه العالم صوب “وحشية” المتزقة الروسية التي باتت تتمدد في بؤر توتر أفريقية جديدة، آخرها السودان وليبيا.

الناشطة الحقوقية الروسية والكاتبة الصحفية، ناديجدا كيفركوفا، قالت في مقابلة خاصة مع “أخبار الآن”، انها “معنية بالحديث عن موضوع الشركات العسكرية الروسية الخاصة، لأنها ضمن الصحافيين الروس الثلاث المقتولين برصاص “الفاغنر”، يوجد صديقها الصحفي المعروف في روسيا، أورخان جمال، الذي قتل في الثلاثين من يوليو /تموز عام 2018 في جمهورية افريقيا الوسطى.

وقالت ناديجدا :”حسب معطياتنا فأنه (أورخان جمال) وجد مقتولا على يد أحد منتسبي هذه الشركة العسكرية الخاصة (فاغنر)”.

مخالفة القانون

نقطة أخرى أشارت إليها الناشطة الحقوقية الروسية، تتعلق بمخالفة “الفاغنر” للقوانين الجنائية الروسية، التي تعاقب على “استخدام المتزقة في المعارك الحربية للدولة الروسية”، أي الأجانب الذين لا يحملون الجنسية الروسية، وذلك بالسجن النافذ لمدة 5 سنوات.

وفي ذلك تقول لـ”أخبار الآن” “:بالنسبة لضرورة وجود هذه الشركة، فأنه لا يوجد قانون يراقب وينظم وجود هذه الشركة العسكرية الخاصة. مما يعني أن تدريب وإعداد ونشاط المقاتلين والقادة في هذه الشركة غير قانوني سواءً في روسيا اوخارجها، تبعاً للقوانين الروسية”.

وأضافت في معرض حديثها :”من الجدير ذكره إن الصحفي أروخان جمال، لم يكن معترضا على وجود هذه الشركات، وكغيره من المراسلين الحربيين، وانا اعتبر منهم لأنني مراسلة حربية، ولكنه كان يعتقد إن عمل هذه الشركات يجب أن يكون مشرعاً قانونياً.. ويجب ان يكون تحت رقابة البلد المتواجدة فيه الشركة ويخضغ لقوانينها ولكن للأسف لا يوجد مثل هذا الشيء”.

“الفاغنر” والعلاقة مع الكرملين

لم تنف الناشطة الحقوقية والكاتبة الصحفية، ناديجدا كيفركوفا، العلاقة القائمة بين مرتزقة “الفاغنر” والكرملين، خاصة بمؤسسها أشهر وأقرب رجال أعمال الرئيس فلاديمير بوتين، وهو يفغيني برينغوجين.

ناديجدا كيفركوفا تقول في معرض تصريحها لـ”أخبار الآن”، “الآن، لدينا شيء غير مفهوم حول هذه الشركات العسكرية التي تتعامل وتتعاون مع وزارة الدفاع رغم انها شركات خاصة، وهي لاتمارس نشاطاتها ضمن إطار الدولة بل يعملون كعملاء قذرين حسب أوامر مدرائهم في الكريملين، حيث تم ابرام اتفاقات معينة ضمن مجموعة الكريملين”.

وأضافت قائلة :”فاغنر تسمية جميلة جدا أي انسان في العالم يعرف اسم الملحن الألماني الشهير، وفي الواقع هو اسم مدير احدى هذه الشركات، ولكنني أعود وأكرر انهم جميعا يتعاونون مع وزارة الدفاع في روسيا الاتحادية حيث انهم يتدربون في الساحات التابعة للوزارة”.

أين يتواجد  الفاغنر؟

وتتكتم “الفاغنر” عن تحركاتها وتضع أنشطتها في كل بؤر التوتر على درجة عالية من السرية، خاصة في الشرق الليبي وشمال السودان.

لكن حسب الناشطة الروسية، فإن مرتزقة الفاغنر، “تدربوا على القتال في أوكرانيا أولا، من خلال هذه الشركات في عامي 2014 و2015”.

ومضت مسترسلة بالقول :”نجد هذه الكتائب موزعة في سوريا وقابل الصحفيون هؤلاء المقاتلين في لبنان، لكنني لا أفهم ماذا يفعلون هناك حيث أن حزب الله يسيطر على كل شيء كما أعلم، فإن عناصر “فاغنر” في السودان يقومون بمهمة نقل الأسلحة وللأسف تساعدهم في ذلك بعض المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة التي تم شراء ذمم مدرائها وممثليها في هذه البلدان، فيما يشبه عمل شبكات المافيا. كما نعلم فإن الاشخاص الذين يقومون بالتغطية الإعلامية لأعمال هذه الشركات هم عملياً يعملون كمرافقين في عملية نقل الأسلحة”.

من هم  مرتزقة “الفاغنر”؟

ترى ناديجدا كيفركوفا، ان الأشخاص الذين تحدثت معهم من عناصر “الفاغنر” والشركات العسكرية، مع كل أسف فإنهم من أصحاب السوابق وخريجي السجون، وحياتهم لم تكن ناجحة ولديهم مشاكل.. لذلك انتسبوا إلى الفاغنر لحل مشاكلهم والحصول على رواتب جيدة، حيث يحصلون على مصاريف خاصة بهم اثناء عملهم وأما رواتبهم فحسب -ناديجدا كيفركوفا- “فيتم تحويلها لعائلاتهم، هؤلاء الجنود يوقعون عقود بحيث لا توجد أية متابعة بعد مقتلهم في المعارك ولكن اذا اصيبوا خلال الحروب يتلقون علاجاً جيداً وحين يموت الشخص تأخذ عائلته تعويضا جيداً”.

رأس الحربة في “الفاغنر”

وجوابا عن مصدر تعليمات “الفاغنر”، قالت ناديجدا كيفركوفا، لـ”أخبار الآن”، :”نحن نعيش في دولة تحيط بها الأسرار فنحن لا نعلم إذا كان لدى رئيسنا عائلة، متزوج هو أم لا، نحن لا نعرف عن اطفاله شيئاً.

وقد قام الصحفيون بالبحث لعدة سنوات وتوصلوا إلى شخص قريب من بوتين، اسمه يفغيني بريغوجين، ويلقب بشبه طباخ بوتين، هذا الشخص له تاريخا اجراميا، حيث حكم بالسجن مرتين في زمن الإتحاد السوفيتي، وتحوم الإشاعات حول سلوكه الغير أخلاقي والماجن، حيث تم تكليفه بإنشاء وتنظيم أعمال الشركات العسكرية الخاصة، وفي بلدنا لا يوجد أي رجل أعمال أو أي شخصية سياسية أو اجتماعية بارزة قادرة على عمل أي شيء داخل البلد ولو طرح فكرة بسيطة بدون التوافق مع والرجوع إلى بوتين”.

                                              ▼ شاهد الفيديو ▼