أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (رامي الشوشاني) 

الانشقاقات الدّاخليّة داخل تنظيم داعش كانت من بين أسباب انهياره و كان المقاتلون الأجانب و خصوصا الغربيّون، فتيلا أشعل حريق الصّراعات داخل التّنظيم عندما تعلّق الأمر بتولّيهم مناصب قياديّة. هؤلاء القادمون من دول غربيّة هم الآن رهن الاعتقال بالمئات لدى قوات سوريا الديمقراطية و ترفض دولهم استرجاعهم.

من المؤكّد أنّ الضّربات اليوميّة الّتي نفّذها التّحالف الدّولي ضدّ داعش في سوريا و العراق و تصدّي قوات سوريا الدّيمقراطيّة و غيرها من القوات الاخرى المقاتلة ضدّ التّنظيم ساهمت بشكل كبير في القضاء على التّنظيم و نسف حلمه بإقامة دولة الخلافة المزعومة و لكنّ أكثر ما فتِك بالتّنظيم و أنهى استمراريّته و قضى على قوّته، هي الصّراعات والانقسامات الدّاخلية بين أفراده.

المصادر الميدانيّة كشفت منذ مدّة بأنّ داعش قام بقتل عشرات المقاتلين من أفراده، و معظمهم من المهاجرين بعد أن شهد التّنظيم حالة غليان لدى أفراده المحلّيّين الّذين رفضوا تولّي مقاتلين من جنسيّات أجنبيّة و خصوصا غربيّة لمناصب قياديّة” وكان هذا شكلا من أشكال الحرب الدّاخليّة الّتي شهدها التّنظيم.

هؤلاء المقاتلون الأجانب، القادمون من أوروبا و أستراليا و أمريكا، تمّ اعتقال المئات منهم من قبل قوات سوريا الدّيمقراطيّة أو وحدات حماية الشّعب الكرديّة و أشهرهم :

– سمير بوقانة المعروف باسم أبو حُرَيّر المهاجر، إيطاليّ الجنسيّة، اعتَقَلته مؤخَّرا وحدات الحماية الشّعبية الكردية، خلال عمليّة خاصّة نفّذتها وحدات مكافحة الإرهاب التّابعة لها، سمير بوقانا، كان يتولى مهام نقل الأسلحة من تركيا إلى داعش، و كان مسؤول نشاطات المرتزقة الأجانب في غربي كردستان.

– سفيان، ألمانيّ من مدينة شتوتغارت، اعتقلته قوات سوريا الدّيمقراطيّة، رفض الكشف عن اسمه الحقيقي في حديث له مع وكالة فرانس برس وقال أنه نادم و أنّه ليس بمقاتل، ولكن مجرد “مدني جرى خداعه”، وأن عمله الأساسي خلال فترة سيطرة داعش على مساحات واسعة من سوريا والعراق، كان صناعة أطراف صناعية وأحذية صحية

– أدريان غِيَال، الملقب بأبو أسامة الفرنسي، ولد سنة 1983 في فرنسا و اعتنق الإسلام عام 2003 وتأثر بالفكر المتطرف واعتقل في فرنسا عام 2010 بتهمة انتمائه للمنظمات الإرهابية، ثم أفرج عنه لاحقاً، لينضم إلى تنظيم داعش ويعبر إلى سوريا في 2015 و كانت قوات سوريا الديمقراطيّة قد أعلنت القبض عليه في شهر مايو الماضي

– البريطانيّان من مجموعة كانت تلقّب بـThe Beatles من قبل الرّهائن الّذين وقعوا ضحيّة لهم، قُتِل منهم اثنان و قُبِض على اثنين آخرين من قبل قوات سوريا الدّيمقراطيّة، أوّلهما ألكسندا كوتي من أصول كندية وقبرصية يونانية، وكان يتردد على مسجد المنار في غرب لندن. وصفه جيرانه بأنه “هادئ ومتواضع” و كان مشجّعا متحمس لفريق كوينز بارك رينجرز لكرة القدم، ويعتقد أن مهمته كانت تجنيد بريطانيين للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

– العنصر الثّاني البريطاني هو الشّافعي الشّيخ، كانت له علاقة بجماعة الإعدام والتعذيب الذي شمل الصدمات الكهربائية والإيهام بالغرق والإعدام الوهمي. والشيخ هو نجل لاجئ سوداني. و كان قد ذهب إلى سوريا في عام 2012 وانضم لتنظيم القاعدة هناك قبل أن يتحول إلى تنظيم داعش، و تمّ اعتقاله كذلك من القوات الكرديّة و كانت موفدة أخبار الآن جنان موسى قد أجرت معه لقاء مطوّلا في مكان اعتقاله قبل أشهر.

هؤلاء المقاتلون الأجانب و غيرهم  مقاتلو تنظيم داعش عبئاً حقيقياً على الإدارة الذاتية في شمال سورية، وبشكل خاص الأجانب منهم، إذ وقع عدد كبير من مقاتلي التنظيم في الأسر إثر العمليات المتلاحقة بدعم من التحالف الدولي، و تمّ تحويلهم إلى سجون في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية. وتنشط هيئة العلاقات الخارجية في التواصل مع الدول الأجنبية من أجل إجلاء رعاياها إليها، إلا أن هذا النشاط يصطدم غالباً برفض استقبالهم بدعوى أنهم يشكلون خطراً على “الأمن الداخلي”.

أول مقابلة تلفزيونية مع أخطر مقاتل بريطاني في صفوف داعش

 

اقرأ أيضا:
استعدادات للقضاء على داعش في سوريا

مقاضاة نمساوي لتجنيد أشخاص في داعش