أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

بتوجيهات الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أعلنت المؤسسة عن إطلاق "مؤشر المعرفة العالمي"، الأول من نوعه على مستوى العالم، والذي يهدف إلى رصد الواقع المعرفي على صعيد دول العالم وبمشاركة أكثر من 140 دولة.
 
وتسعى المؤسسة من خلال المؤشر إلى تقديم أداة معيارية جديدة والتعرف على الفرص والتحديات في الدول العربية ومقارنتها مع دول العالم، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب ذات القيمة في مجالات المعرفة، وتقديم بيانات وتصنيفات مستقاة من آلية بحث منهجية وبطريقة علميةن تعمل على خلق بيئة تنافسية تحفز الحكومات والجهات المختصة على تفعيل المزيد من برامج ومبادرات نشر ونقل المعرفة وصولاً لبناء مجتمعات قائمة عليها.

اقرأ ايضا: هيئة الطرق وشرطة دبي تعتمدان استراتيجية السلامة المرورية

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته المؤسسة في مقرها صباح الاثنين، بحضور كل من: سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسسة، وخالد عبد الشافي، مدير المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن، ويعقوب بيريز، منسق البرنامج الإقليمي في المكتب العربي لبرامج الأمم المتحدة الإنمائي، والدكتور هاني تركي، مدير مشروع المعرفة العربي، ورئيس المستشارين التقنيين، في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
 
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد سعادة جمال بن حويرب، إن مؤشر المعرفة العالمي يشكل نقلة نوعية في مسارات نقل ونشر المعرفة، تتجه بجهود مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى العالمية، لأن المعرفة لا تعرف الحدود، ولا تقتصر على شعوب وأمم بعينها، حيث من المهم أن نخطو قدماً نحو العالمية حتى لا نكون بمعزل عن ما يحدث في العالم، وعن التسارع الكبير الذي تشهده الثورة المعرفية من حولنا، ولنستفيد من تجارب وخبرات من سبقونا في تنمية مجتمعاتنا ورفعتها.
 
وقال سعادته " منذ انطلاق مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في مبادراتها ومشاريعها المعرفية، وتحت توجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المؤسسة، كانت حريصة على تأسيس وتبني مبادرات ومشاريع تعود بالفائدة على جميع المجتمعات، وتفتح آفاق جديدة أمام التبادل الفكري والحضاري وإعلاء قيمة الإنسان سعياً نحو بناء مجتمعات مستدامة أساسها المعرفة، بشكل يعكس توجهات ورؤية قيادتنا الرشيدة والرامية إلى مضاعفة جهود نشر وتوطين المعرفة في العالم العربي والعمل على خطط التنمية الدائمة لمجتمعات أفضل".
 
وأوضح أن المؤشرات التي أطلقتها المؤسسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بما فيها مؤشري المعرفة والقراءة، واليوم مؤشر المعرفة العالمي، ستسهم جميعها في تحول المجتمعات
 
العربية من مجتمعات مستهلكة إلى مُنتجة للمعرفة. كما تشكل أدوات علمية لقياس المعرفة في العالم العربي ودول العالم، وتزويد صُنّاع القرار والخبراء والباحثين بمعطيات دقيقة  تدعمهم في رسم الخطط والسياسات السليمة لإحداث التنمية والتطور والرفاهية للشعوب.
 
مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تشكيل فريق عمل للإشراف والمتابعة على إطلاق المؤشر يضم نخبة من أهم الخبراء والمختصين في العالم، لضمان سير عمل المؤشر وفق منهجية مدروسة وعلى يد رواد في القطاعات الرئيسية التي يغطيها مؤشر المعرفة العالمي، والتي ستركز على قطاعات التعليم العالي، والتعليم قبل الجامعي، والتعليم الفني والمهني والتدريب المستمر، إلى جانب قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبحث العلمي والإبداع، والاقتصاد.
 
بدوره أكد خالد عبد الشافي في كلمته على أهمية الشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، مشيداً بالمبادرات العديدة لبرنامج "مشروع المعرفة العربي"، ومشدداً على أهمية مؤشر المعرفة العالمي الذي يأمل أن تكون نتائجه مدخلاً إلى صياغة استراتيجية مستبصرة تساعد في تحفيز الدول على دعم المعرفة بمجالاتها المختلفة وتوظيفها لتكون رافداً أساسيا في بناء مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية الإنسانية المستدامة للشعوب العربية وللعالم أجمع.
 
وأضاف عبد الشافي أن المعرفة مقياس مهم لتقييم المجتمعات ودرجة انفتاحها الفكري ومدى تقدّمها في سلّم التنمية والنهضة الحضارية، آملاً أن يكون مؤشر المعرفة دافعاً لنا كأفراد وأكاديميين وصناع القرار لمزيد من الاهتمام بالمعرفة كمدخل لحلّ العديد من التحديات التي تواجهنا اليوم، وفي طليعتها تحديات الأمن المائي والغذائي والطاقة النظيفة والتغير المناخي، وكذلك تحديات العدالة الاجتماعية والأمن والسلام ومواجهة الإرهاب.
وسيتسم مؤشر المعرفة العالمي بالبساطة وسهولة الاستخدام، وسيرتكز على المحاور الستة التي ارتكز عليها مؤشر المعرفة العربي، بالإضافة إلى البيئات التمكينية لهذه المحاور من التشريعات والقوانين. وستعمل المؤسسة والبرنامج على تأسيس مجلس استشاري للمؤشر يضم خبراء عالميين بالإضافة إلى فريق عمل المؤشر.
 
كما سيتعاون الطرفان مع عدة جهات عالمية لضمان نجاح مؤشر المعرفة العالمي وتحقيق أهدافه، ومن أبرز هذه الجهات معهد اليونسكو للإحصاء، والاتحاد الدولي للاتصالات، والمنظمة الدولية للتقويم.
 
ويسعى مؤشر المعرفة العالمي إلى أداء دور محوري في استراتيجيات النهضة الاقتصادية والمجتمعية في جميع أنحاء العالم وأن يسهم في إثراء الحراك المعرفي، ويكون بمثابة خارطة طريق للتنمية المستدامة للمجتمعات.
 
وكانت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أطلقا وضمن "مشروع المعرفة العربي"، مؤشر المعرفة العربي عام 2015، ومؤشر القراءة العربي عام 2016، وتتم مناقشة نتائج المؤشرين بشكل سنوي ضمن فعاليات "قمة المعرفة" التي تنظمها المؤسسة كل عام.
 
وتسعى هذه المؤشرات إلى المساهمة في طرح الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه عمليات نشر وانتاج المعرفة، وإيجاد الأرضيةً الصلبة لاستقصاء سبل تطوير مجالات ونقل وإنتاج وتوطين المعرفة التي هي اللبنة الاساسية لتقدم وتطور الأمم.

اقرأ أيضا 

الهاتف الذكي بدل جواز السفر.. في مطار دبي

الإمارات توفر 160 ألف وظيفة خضراء في سوق العمل بحلول العام 2030