أخبار الآن| باريس – فرنسا-(رويترز)

بدأت فرنسا تحقيقا قضائيا مفصلا في الأنشطة التي مارستها شركة "لافارج هولسيم" لصناعة الأسمنت والتشييد في قضية تتعلق باتهامات "بتمويل مشروع إرهابي" وتعريض أرواح للخطر في سوريا خلال السنوات الأخيرة.

وتعد الشركة من أكبر الشركات العالمية العاملة في صناعة الإسمنت إذ شهدت اندماج شركتي لافارج الفرنسية وهولسيم السويسرية في صفقة ضخمة قبل أعوام.

ونقلت وسائل إعلام عن مصدر قضائي فرنسي تأكيده أن التحقيق يضم قاضيا مختصا بشؤون مكافحة "الإرهاب" وقاضيين مختصين بالشؤون المالية والاقتصادية.

وقبل شهرين ترك المدير التنفيذي إريك أولسن منصبه بعدما اعترفت الشركة بانها دفعت مبالغ مالية لجماعات مسلحة في سوريا مقابل استمرار عمل مصنع تابع لها وسط الازمة التي تشهدها البلاد.

وجاء ذلك بعد تحقيق داخلي أجرته الشركة أوضحت نتائجه أن مصنعها في سوريا قدم أموالا لجماعات مسلحة محلية.

وقالت الشركة إن القائمين على مصنعها في منطقة الجلابية عقدوا ترتيبات "غير مقبولة" مقابل الحفاظ على نشاط المصنع وحماية العاملين به.

وأضافت الشركة أن جماعات مسلحة مختلفة "سيطرت أو سعت إلى السيطرة" على المنطقة.

وأغلق المصنع الواقع في شمالي سوريا في عام 2014، قبل عام من اندماج شركة "لافارج" الفرنسية مع شركة "هولسيم" السويسرية.

وقالت شركة "لافارج هولسيم" إن هذه الأدلة كشفتها تحقيقات داخلية.

وفي بيان لها أصدرته قبل نحو شهرين قالت الشركة :"سيطرت بعض الفصائل المسلحة أو سعت إلى السيطرة على مناطق تحيط بالمصنع".

وأضافت "كشفت التحقيقات أن الشركة المحلية قدمت أموالا لجهة وسيطة لإجراء ترتيبات مع عدد من أفراد هذه الجماعات المسلحة، من بينها من تخضع لعقوبات، وذلك للحفاظ على استمرار عمل المصنع وتأمينه وضمان مرور العاملين والإمدادات من المصنع وإليه بأمان".

وكانت سوريا في ذلك الوقت خاضعة لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على  بشار الأسد، 

وتعتقد الحكومة الفرنسية أن المسؤولين المحليين عن مصنع لافارج اشتروا النفط في سوريا لتزويد المصنع بالطاقة في خطوة تمثل انتهاكا للعقوبات.

وفي ذات الوقت أوضحت بيانات شركة "لافارج هولسيم" تحسنا أفضل من المتوقع لنتائج الربع الرابع من العام، وزيادة في الأرباح بواقع 15.5 في المئة على أساس سنوي لتسجل 1.6 مليار دولار.
وخلص تحقيق داخلي مستقل إلى أن مدفوعات للحماية دفعت لوسطاء للإبقاء على مصنع الشركة في جلابيا بشمال سوريا مفتوحا لا تتماشى مع سياساتها.

 

إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين بنظام الأسد مرتبطين بالأسلحة الكيميائية