أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

يبدو من الواضح أن تنظيم داعش الإرهابي يدرك أنه لن يكون قادرا على الدفاع عن جامع النوري ضد القوة النارية الساحقة والعزم لدى القوات العراقية.

ومؤخرا أغلق عناصر تنظيم داعش الشوارع المحيطة بجامع النوري الكبير في الموصل استعدادا على ما يبدو للمواجهة النهائية في المعركة من أجل معقلهم الكبير الأخير بالعراق، وفقا لرويترز.

إقرأ أيضا: داعش يسقط من حيث أعلن دولته المزعومة

وشاهد سكان عشرات المقاتلين يتخذون مواقعهم في الساعات الثماني والأربعين الماضية حول المسجد الأثري الذي ألقى فيه زعيم داعش الهارب أبو بكر البغدادي خطابه معلنا نفسه خليفة لأتباعه.

يحاول داعش التمسك بمواقعه في منطقة الموصل القديمة من خلال محاصرة المدنيين داخل منازلهم وإتخاذهم دروعاً بشرية بمواجهة القوات العراقية المتقدمة نحوهم.

فشل داعش في التمسك بجامع النوري سوف يكون معلماً رئيساً في سلسلة هزائم التنظيم.

وكان داعش يضع أهمية كبيرة على هذا المسجد التاريخي. وبالتالي، فإن أعضاء داعش ومؤيديه لا يرون الان إلا هزيمة وشيكة في فقدان الجامع.

واستعادت القوات الحكومية العراقية بدعم من الولايات المتحدة شرق الموصل في يناير/كانون الثاني وبدأت حملة جديدة يوم السبت لاستعادة الجيب المتبقي في قبضة المتشددين بغرب الموصل ويتكون من منطقة المدينة القديمة حيث يقع المسجد وثلاث مناطق متاخمة له بالإضافة إلى الضفة الغربية لنهر دجلة.

وسيمثل سقوط المدينة فعليا نهاية داعش في العراق، ما يعني ان داعش سقط من حيث أعلن دولته المزعومة.

إقرأ أيضا: جامع النوري.. أحلام داعش تنتهي من حيث بدأت 

منظمة الأمم المتحدة قالت يوم الأحد إن ما يصل إلى 200 ألف شخص ما زالوا يعيشون في ظروف سيئة خلف خطوط داعش في الموصل في ظل تناقص إمدادات الغذاء والمياه والأدوية بالإضافة لصعوبة الوصول إلى المستشفيات.

وأصبح جامع النوري الكبير محورا رمزيا للحملة إذ يقول قادة عراقيون في أحاديث خاصة إنهم يأملون استعادته خلال شهر رمضان.

وقال هشام الهاشمي وهو مستشار لعدة حكومات بالشرق الأوسط بينها الحكومة العراقية ويقدم استشارات في شؤون تنظيم داعش إن مقاتلي التنظيم يعلمون أن المسجد هو الهدف الأهم ويعدون لمعركة كبرى هناك.

لكن خبراء قالوا إن معركة في المسجد أو قربه ستعرض المبنى ومئذنته المائلة الشهيرة للخطر.

والمئذنة ليست عمودية على المبنى المقام فوق تربة رطبة وهي معرضة لخطر شديد لأنها لم تجدد منذ عام 1970. وتوصف المئذنة بالحدباء.

إقرأ أيضا: لقطات حصرية تظهر خلو منطقة جامع النوري من مقاتلي داعش

ودخلت حملة الموصل شهرها الثامن واستغرقت وقتا أطول كثيرا من المتوقع لأن الدولة الإسلامية تقاتل وسط المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية.

وقال ساكن إن في الأيام القليلة الماضية أمر التنظيم عشرات الأسر بمغادرة منطقة الزنجيلي لينتقلوا إلى المدينة القديمة حتى لا يفروا صوب القوات العراقية التي تحاول التقدم من الجانب الشرقي.

وتسقط القوات الحكومية منشورات على الأحياء تنصح فيها العائلات بالفرار لكن كثافة القتال حالت دون هرب السكان.

وتصدى التنظيم لتقدم القوات بالهجمات الانتحارية بسيارات ودراجات نارية ملغومة إلى جانب القناصة والألغام وقذائف المورتر.

وفر بالفعل نحو 700 ألف شخص أي ما يعادل ثلث سكان المدينة قبل الحرب ولجأوا للإقامة مع أصدقاء وأقارب أو في مخيمات.

إقرأ أيضا: داعش يغلق الشوارع المحيطة بجامع النوري في الموصل