أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)

اعتقلت هيئة تحرير الشام "سهيل الحمود" المقاتل في صفوف الجيش الحر "فيلق الشام" والملقب "سهيل أبو التاو" في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء في مدينة إدلب حيث كان متواجدا في منزله عندما قامت سيارتا دفع رباعي بمحاصرته وقيام مسلحيها بمداهمة المنزل لأسباب لم تعرف بعد، واقتياده إلى جهة مجهولة. ولأن هيئة تحرير الشام اعتادت على اعتقال النشطاء من الجيش الحر دون ذكر الأسباب، فإن سبب الاعتقال بقي غير معروف، ذلك أن الجبهة لم تصدر أي تفسير أو تبرير لاعتقال "أبو التاو"، ولكن رجح ناشطون أن سبب اعتقاله هو الانتقادات اللاذعة التي وجهها "سهيل" للجبهة على صفحته على فيسبوك، والتي تم إغلاقها بعد اعتقاله.

ومن المرجح اعتقال "سهيل أبو التاو" على خلفية نشره مجموعة من الصور كان يستفز فيها عناصر تلك التنظيمات، الأولى كانت أمام لافتة كتب عليها "لا للهدنة لأنها فتنة" حيث يظهر أمامها مكمم الفم، في إشارة إلى أن جبهة تحرير الشام كانت طرفاً رئيساً في اتفاقية المدن الأربع، أما الصورة الثانية فكانت أكثر إشكالية بحسب النشطاء، حيث كتب عليها "التدخين الأركيلة حرام"، ويظهر "أبو التاو" أمام اللافتة وهو يحمل سيجارة ويدخنها.

سهيل أبو التاو.. من صائد دبابات الأسد إلى سجون "هيئة تحرير الشام"

الشاعر والناشط السوري "محمود الطويل" الصديق المقرب لسهيل أبو التاو، قال لأخبار الآن: "سهيل من أوائل المنشقين عن جيش النظام، وكان اختصاصه رماية صواريخ مالوتكا (م.د)، وبهذا الاختصاص عمل مع معظم فصائل الشمال السوري من الجيش السوري الحر، قبل أن ينتقل إلى رماية صواريخ تاو، وأصبح بعد هذا الانتقال أشهر رماة تاو في سوريا، وفي رصيده أكبر عدد من الآليات التي تم تدميرها لقوات نظام الأسد، كما أن ضمن هذا العدد طائرتان حربيتان, عمل سهيل مع معظم تشكيلات الجيش السوري الحر شمالي سوريا، ومنذ فترة قريبة كان يعمل مع غرفة عمليات فتح حلب".

وينوه "الطويل" أن "سهيل" كان يساند أي حراك مدني للثورة السورية من مظاهرات إلى وقفات احتجاجية إلى زيارة مخيمات ومُهجّرين، وهمّه الأكبر والأكثر هو المشاركة ضمن الحراك المدني دائمًا وابتكار طرق احتجاج مدنية، بجانب قتاله ضد النظام، وآخرها الصورة التي التقطها لنفسه أمام لافتات لـ جبهة النصرة ومكتوب عليها "لا للهدنة لأنها فتنة" وهو يضع لاصق أسود على فمه دلالة على سياسة تكميم الأفواه التي تنتهجتها الجبهة.

سهيل أبو التاو.. من صائد دبابات الأسد إلى سجون "هيئة تحرير الشام"

ويشير "الطويل" إلى أن سهيل يتعرض للتهديد من قبل النصرة من تاريخ الخامس عشر من شهر إبريل/ نيسان المنصرم: "منذ 15/4/2017 أخبرني سهيل بتهديد النصرة له، خاصة بعد قصة المعرة ومحاولة اغتيال أبو محروس ولدي المراسلة".

جدير بالذكر أن "سهيل أبو التاو" صاحب الـ27 عاماً، دمر حوالي 70 دبابة للنظام بصواريخ التاو، وتسبب في حرق طيارتين من نوع الميغ.