أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

في أسبوع واحد فقط بدأت عمليات اخلاء المدنيين والمقاتلين التابعين للمعارضة السورية من ثلاثة احياء في العاصمة السورية دمشق، وهم احياء برزة وتشرين والقابون، ولم يبقى في عهدة المعارضة سوى احياء جوبر والتضامن واليرموك، وبهذا يحقق نظام الأسد هدفه الذي يسعى إليه وهو القضاء على أي وجود لمقاتلي المعارضة في مدينة دمشق وفق ما يرى ناشطون.

عمليات الإخلاء تلك هي الأخيرة في سلسلة اتفاقات جرت بين نظام الأسد ومقاتلي المعارضة، حيث يتم توفير ممر آمن للمسلحين مقابل رحيلهم بدون قتال نحو مناطق الشمال السوري، وتأتي بعد هجوم شرس شنته قوات الأسد والمليشيات المساندة له على مدى سبعين يوما، مكنتها من السيطرة على نحو ثمانين في المئة من حي القابون.

وعلى الرغم من الانتقاد الذي وجهته الأمم المتحدة إلى نظام الأسد واتهامها إياه بالسعي إلى إحداث تغيير ديموغرافي في البلاد، إلا أن النظام لم يأبه لتلك الانتقادات والاتهامات، واستمر في تبني سياسة التهجير أو الإبادة.

بداية التهجير القسري في سوريا بدأ من حمص القديمة في مايو/ آيار سنة 2014، حيث أبرمت أول اتفاقية لخروج الثوار من المدينة القديمة فيما عرف بهدنة حمص، والتي خرج على إثرها جميع الثوار مع أهاليهم من مناطق بابا عمرو والبياضة والخالدية؛ وفي نيسان الماضي شهد حي الوعر هو الآخر عملية تهجير قسري وأخرجوا الأهالي إلى مدينة جرابلس شمال حلب.

تلتها مدينة داريا التي حوصرت وقصفت لمدة 4 سنوات، أجبر بعدها من بقي من السكان على قيد الحياة التفاوض مع النظام في أغسطس 2016، والقبول بالتهجير القسري الذي فرضه عليهم، لتتحول المدينة التي كانت تضم 250 ألف نسمة قبل الثورة إلى مدينة فارغة من سكانها.

ولم تغب الأحياء الشرقية في حلب عن الذاكرة، التي هجر منها أهلها نهاية سنة 2016 على إثر الغارات التي شنها نظام الأسد وحليفته روسيا، بعد حملة حصار وتجويع لسكان تلك المناطق.

ومع بدايات العام الجديد كانت منطقة وادي بردى فاتحة عمليات التهجير القسري في سوريا، حيث تم تهجير أهلها بعد تصعيد كبير نال المنطقة، حيث قصف نبع الفيجة المغذي للمياه لمدينة دمشق، وأخرج الأهالي إلى إدلب.

 

أقرأ أيضا:

إجلاء نحو 1500 مقاتل ومدني من حي القابون الدمشقي

تهجير أول دفعة من أهالي القابون إلى الشمال السوري