أخبار الآن | جسر الشغور – ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)

تشهد قرية "القنيّة" في ريف جسر الشغور مظاهرات عارمة ضد ممارسات "هيئة تحرير الشام"، وذلك على خلفية حملة مداهمة المنازل وإخراج النازحين المقيمين فيها، بحجة أنهم ليسوا مالكين تلك المنازل. وقد تم اعتقال ثلاثة أشخاص بعد رفضهم الخروج وإخلاء المنزل.

ولليوم الثاني على التوالي يخرج أهالي قرية القنية متظاهرين ضد ممارسات "الهيئة"، حيث أضرموا النار في إطارات السيارات؛ رافعين لافتات تندد بإخراجهم من المنازل وتعرضهم للتشرد والنزوح مرة أخرى.

جدير بالذكر بأن النازحين في هذه القرية هم من المقيمين في هذه المنازل قبل سيطرة "الهيئة" على المنطقة، والتحكم بمقدرات الحياة اليومية فيها.

وفي تفاصيل التظاهرات المستمرة في قرية القنية في ريف جسر الشغور، رفع المتظاهرون لافتات تطالب بإقامة العدل "إن الله عادل ويحب العدل". أخبار الآن تمكنت من الحديث مع أحد المتظاهرين والذي بدوره تحفظ عن ذكر اسمه خوفا على حياته، حيث قال : "منذ البارحة بدأت حملة "الهيئة" بمداهمة البيوت وإخراج الناس منها، حيث تم اعتقال ثلاثة أشخاص بسبب رفضهم الرضوخ لأوامر عناصر "الهيئة" وإخلاء منازلهم. خرجنا البارحة مساء للتظاهر من أجل الشبان المعتقلين، واليوم عاودنا الخروج حاملين لافتات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين.

اعتقال وتهجير .. تشابه مع سياسة النظام

ويضيف المتظاهر: "هذه الانتهاكات التي تمارسها الهيئة بحق المدنيين باتت واضحة بشكل فجّ حيث الاعتقال والتهجير، وهم بهذا لا يختلفون عن نظام الأسد الإجرامي حيث يهجر السكان من بيوتهم ويوطّن مكانهم الإيرانيين، أما "الهيئة" فتسعى إلى إعطاء المنازل إلى المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في صفوفها، و الهدف من هذه الحملة هو تهجير نازحي مدينة جسر الشغور واستبدالهم بالمقاتلين الأجانب، أما النازحون فعليهم العودة إلى بيوتهم المدمرة في جسر الشغور وانتظار طائرات النظام والموت بقذائفها!".

"أم أحمد" نازحة من مدينة جسر الشغور الى قرية القنية تعيش مع عائلتين لا تعرفهم، و هي من العوائل التي تم إخطارها بضرورة إخلاء المنزل، تقول "أم محمد": هربنا من بطش النظام وقصفه لنا بشكل مستمر، وبعد قصف المنزل الذي كنت أعيش فيه لم يعد لدينا أي مكان نذهب إليه. بقينا يومين في الكروم حتى جاءت إحدى العائلات واصطحبتنا إلى هذا المنزل. الآن تعمل "الهيئة" على إخراجنا منه نحن العائلات الثلاث. في أي عرف أو دين يتم إخراجنا، هم يدّعون تطبيق تعاليم الإسلام، وهل هذه التعاليم تبيح تشريد النساء والأطفال في الشوارع من أجل مقاتليهم الأجانب! لن أقول غير "أشكيهم إلى الله".

إقرأ: قتلى في غارات روسية على مدينة جسر الشغور بريف إدلب

"أحمد بركات" ناشط إعلامي قال لأخبار الآن: "تبقى هيئة تحرير الشام ذراعا للقاعدة في سوريا. الحملة ليست جديدة فقد بدأت منذ سنتين منذ فرضت سيطرتها على المنطقة، والهدف منها تهجير السكان الأصليين ومن ثم النازحين وتوطين لمقاتلي "التركستان" الذين قدموا مع عوائلهم الى سوريا "التركستان"،  إنهم يكملون مخطط النظام في تهجير السوريين كما جرى لسكان "الوعر" في حمص مؤخرا وكذلك الزبداني ومضايا بريف دمشق، إنه تهجير ديموغرافي ممنهج من قبل النظام وهيئة تحرير الشام. في النهاية فإن المتضرر الوحيد من هذه الحملة هم المدنيين الذين يقتلون من قبل النظام وروسيا بحجة وجود مقاتلي القاعدة في مناطقهم".

 
إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين بنظام الأسد مرتبطين بالأسلحة الكيميائية

غارات روسية على مشفى كفر تخاريم الجراحي تخرجه عن الخدمة وتخلف 15 قتيلاً