أخبار الآن | إربد – الأردن (أماني محمد)

لطالما كان الإصرار على تحقيق الهدف وتحدي الصعاب الطريق الوحيد لتحقيق الذات، إلا أن بعض البشر قد يصطدمون بمعوقات أكثر من غيرهم ليصبح نجاحهم في إثراء المجتمعات مصدر إلهام دون الآخرين.

أصحاب الهمم هو المصطلح الأقرب لذوي الإحتياجات الخاصة لأن معظمهم اختاروا لحياتهم طريق التحدي وليس الإنطواء على النفس والعزلة عن الآخرين.

أحمد الدرعاوي البالغ من العمر 21 عاماَ المنحدر من مدينة درعا السورية, أقعده خطأ طبي أثناء الولادة عن المشي, فأجبره على العيش على كرسي متحرك وضمن مجتمع مثبط للعزيمة كما وصفه لنا, قبل أن ينطلق إلى عالم أكثر إنفتاحا وجده حينما اشتدت ظروف الحرب قساوة في بلده وأخرجته منها ليصبح بعد ذلك مدربا ومصدر إلهام ومحفزا لأقرانه. 

يروي الدرعاوي ماىحدث له قائلا "ولدت ولادة مبكرة مما ادى الى حدوث خلل في قدمي وبعد عدة عمليات ومحاولات معظها باءت بالفشل لم استطع الا المشي على رؤوس أصابعي كنت طفلاَ حينها ومجتمعي لم يعطني فرصة لتحسين وضعي بل أحضروا لي كرسيا متحركا وأقنعوني أن أبعد أحلامك هو العمل في كشك على أرصفة الطرقات".

الكرسي المتحرك لم يمنع احمد من الذهاب للمدرسة في درعـا فقد واصل تعليمه في مدارسها لحين إندلاع الثورة السورية واشتداد القصف  على بلدات وقرى الجنوب من قبل قوات النظام وحلفائها، وهو الأمر الذي أجبر أسرته إلى اللجوء للمملكة الأردنية بحثاً عن الأمان.

بعد وصول أحمد إلى الأردن, فُتحت له مجالات عدة للعلاج لكن هذا لم يشفي قدميه بشكل كامل, كان الأمل شبه مفقود وهو يريد ان يتغلب على وضعه الصحي تمكن أخيراً من العودة للمشي ولكن مع الإستعانة بالعكازات,  بمرور الأيام بدأ الدرعاوي  بتشجيع الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة على الخروج من أزمتهم من خلال الابداع والعمل والدراسة.

يتابع أحمد حديثه لمراسل أخبار الآن " انظممت الى عدة منظمات مختصة بحملات التوعية لذوي الإحتياجات الخاصة وعملت على إيصال رسالتي وتبيان حقوق من هم مثلي وأصبحت خلال فترة قصيرة مدربا ..هنا وجدت هدفي فبدأت النشاط على مواقع التواصل الإجتماعي وعملت على تأمين الأطراف الصناعية والكراسي المتحركة والعكازات لمن هم بحاجة لها وبالأخص للاجئين وضحايا الحرب".

استكمل الدرعاوي دراسته الجامعية في إحدى الكليات وأنهى أولى أحلامه بالحصول على الشهادة، إلا أن طموحه لم يتوقف عند تخرجه كمصمم جرافيكس ليلتحق بمنحة دراسية أخرى في مجال إدارة المستشفيات والخدمات الصحية. 

ينهي أحمد حديثه  "بدراستي وصلت لاستقلاليتي وأكبر مشجع كان لي هو إعاقتي الجسدية، فقد كانت بداية إنطلاقتي".

المزيد:

إفتتاح مكتب لتشغيل اللاجئين السوريين في الزعتري

النمسا تصوت وأزمة اللاجئين تتصدر أولويات الناخبين

فيفيان نوري.. من لاجئة في مخيمات سوريا إلى نجمة في هوليوود