أخبار الآن | سوريا – الحدود التركية (أحمد أمين)

فصل الشتاء الذي كان بنظر السوريين موسم خير وبركة، أصبح اليوم كابوساً يقض مضاجعهم، ويضع ما يزيد عن أربعة ملايين نازح في مواجهة مع برد الشتاء.

يعتمد الناس على الكاز والمازوت الخام والحطب في التدفئة إلا أن إنقطاعها المستمر من جهة، وإزدياد أسعارها من جهة أخرى يحول دون حصول معظم النازحين عليها.

البرد جزء من المشكلة وليس كلها، فعبور الطريق بسبب الوحل الذي سببته الأمطار الغزيرة ليس سهلا وتهدم الخيام بسبب الرياح القوية أصبح مشهدا معتادا.

إقرأ: معاناة اللاجئين السوريين في المخيمات

أبو سليمان نازح من ريف حماه يقول: تمر علينا عاصفة قاسية جدة، أمطار وثلوج كثيفة، والناس هنا تشتكي من قلة وسائل التدفئة وموادها، ولقد تسبب العاصفة بإقتلاع خيام كثيرة وراحت الناس تآزر بعضها البعض، حتى إن الطرقات قُطِعت بسبب الوحل والمياه المستقرة.

برد شتاء المخيمات كان جديدا على نازحي مدينة حلب، أبو عزو الذي خرج منذ شهر من مدينته المحاصرة، ليستقر في خيمة قماشية، وجد نفسه محاصرا مع أسرته، ولكن هذه المرة من الطبيعة، التي أتت بعاصفة ثلجية ضاعفت حزن الرجل ويأسه، إذ يعيش مع أربعة من أبنائه في خيمة بلا مدفئة، ولا كساء شتوي.

إقرأ أيضاً: دمار حلب يفوق الخيال و400 ألف شخص أصبحوا مشردين

أبو عزو مهجَّر من حلب يقول: أنا نازح من حي كرم ميسر بمدينة حلب، لقد نزحت منذ شهر تقريباً، والمعروف أن الشتاء على الحدود التركية قاسٍ وأكثر ما عانينا منه أننا لا نستطيع الخروج من الخيمة بسبب الوحل، أيضا الماء يتسلل إلى خيمتنا من كل الأطراف، فوضعنا عازل ليخفف تدفق المياه و الثلج، فبدأ الثلج يتجمع فوقه، و يتسرب علينا ليلاً، فنقوم بدفعه بأيدينا لنتمكن من النوم قليلاً.

على هذه الرقعة الجغرافية تتغير المفاهيم، فلا مجال هنا لصناعة رجل ثلج، ولا مجال للرقص تحت المطر، إنها حياة جديدة وجد سوريو المخيمات أنفسهم مضطرين للحياة وفق مزاجها، ولسان حالهم يقول: يا ثلج قد فاقمت أحزاني.
 

 

من غازي عينتاب محمد حسنو  المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم في الائتلاف السوري

المزيد من الأخبار:

محادثات في دمشق لبحث التوصل لاتفاق حول وادي بردى

 اردوغان يؤكد ان تركيا ستمنح الجنسية لعدد من السوريين