أخبار الآن | دبي – الإمارت العربية المتحدة ( وكالات ) 

يواجه تنظيم القاعدة في سوريا تخبطاً داخلياً جديدا ًيضاف إلى سلسلة الاضطرابات التي كان يواجههما منذ عام ألفين وأحد عشر .  
فإضافة إلى نزاعه مع تنظيم داعش و إعلان جبهة النصرة فك ارتباطها بالتنظيم الأم وتأتي اليوم أكبر مشاكل التنظيم في انتشار الشائعات في داخله بوجود بعض الأفراد الذين يعتبرهم خائنين والبدء بتصفيتهم علنا بعد تعرض جبهة فتح الشام للاستهداف المتكرر الذي أطاح بعدة قادة . وعناصر فيها منذ بداية العام,وقد كـَشف مصدر خاص من ريف إدلب شمال غربي سوريا  ان جبهة فتح الشام اعدَمت أحد قادتها الأمنيين  بعد اتهامه بالتعامل مع قوات التحالف الدولي، بعد سلسة غارات جوية استهدفت قادة وعناصر في الجبهة.

وأوضح المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، أن قوة من الجهاز الأمني التابع لجبهة فتح الشام كانت قد اعتقلت أحد أمنيي الجبهة ويدعى أبو عبد الله الفرنسي خلال الأسبوع الماضي، في حين تم تنفيذ حكم الإعدام فيه قبل ثلاثة أيام بريف إدلب الغربي بعد اتهامه بالتعامل مع قوات التحالف الدولي الذي نفذ غارات مكررة استهدفت قادة وعناصر من جنسيات مختلفة بمحافظة إدلب

أضاف المصدر، أن جبهة فتح الشام فرضت إجراءات مشددة على تنقلات عناصرها في الآونة الأخيرة كما طالبت كافة مقاتليها بعدم استخدام الهواتف النقالة، والامتناع عن الخروج في مواكب أو أرتال احترازاً من ضربات جوية محتملة

تأتي هذه الأحداث بعد سلسلة غارات جوية استهدفت جبهة فتح الشام، كان أعنفها غارات جوية من طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، على سجن تابع للجبهة في 3 من  كانون الثاني/ يناير الحالي، بين بلدتي سرمدا وكفردريان بريف إدلب، مما أدى إلى مقتل حوالي عشرين شخصاً، بينهم معتقلون.

وكانت  غارات جوية مماثلة قتلت  العام المنصرم، عدداً من قياديي جبهة فتح الشام،  منهم أبو فراس السوري وأبو عمر سراقب، نعى الأخير بيان رسمي من الجبهة، فيما تشير التوقعات إلى أن تكون أمريكا  وراء مثل هذه العمليات.

تعد محافظة إدلب المعقل الرئيسي لجبهة فتح الشام، كما ظهر فيها لأول مرة زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني معلناً عن فك ارتباط ما كانت تسمى جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة أواخر شهر تموز/ يوليو من العام الماضي.

وجرت عدة محاولات للاندماج فاشلة بين الفصائل التي تسيطر على إدلب وسط تحفظات على شروط جبهة فتح الشام التي تمسكت بالقيادة العسكرية وعدد من المكاتب التي كانت ستنشأ بعد عملية الاندماج.

الاتفاق الأخير الذي وقع بين عدد من الفصائل المعارضة والنظام السوري استثنى تنظيم داعش وجبهة فتح الشام من اتفاق وقف إطلاق النار فيما أعلنت الأخيرة أنها لا تعترف بالاتفاق.

وتدرج  الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية جبهة فتح الشام – جبهة النصرة سابقاً – على لائحة الجماعات الإرهابية التي تمنع مواطنيها من التعامل معها.

 تزايدت مؤخراً  الشكوك بوجود اختراقات أمنية جسيمة على كافة المستويات التنظيمية في تنظيم القاعدة في وزيرستان وتكررت العملية مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن عندما سيطر على حضرموت وذات السيناريو يعاد مع جبهة فتح الشام في إدلب وفي كل الحالات السابقة كانت الاتهامات توجه عادة إلى فصائل وجماعات معارضة لخلق حالة من التماسك، لكن ذلك يؤدي في النهاية إلى مزيد من الشكوك حول مكونات واسعة داخل تيارات القاعدة وهي تتطور أحيانا إلى حملة تطهير ضد جواسيس مفترضين، كما حدث مع قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في اليمن بعد مقتل زعيمها أبو بصير ناصر الوحيشي بواسطة طائرات أمريكية بدون طيار في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت في 9 حزيران/ يونيو 2015 وتزامنت عملية اغتيال الوحيشي في  مع الكشف عن مجموعة من العملاء داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومنهم مساعد الخويطر وبحسب بيانات قاعدة جزيرة العرب فقد تسبب الخويطر بسلسلة من الاغتيالات في صفوف القاعدة في اليمن وفي مقدمتهم الشيخ حارث النظاري في 31 كانون ثاني/ يناير 2015، وكان قتل معه أيضاً في الغارة: سعيد عوض بافرج، وعبد السميح ناصر الحداء، وعزام الحضرمي، ثم قتل المسؤول الشرعي الشيخ إبراهيم الربيش 14 نيسان/ إبريل 2015، والشيخ نصر الأنس نصر الأنسي في 8 أيار/ مايو 2015، وانتهى مسلسل الاغتيالات عبر هذا الجاسوس بمقتل القيادي مأمون حاتم في 11 أيار/ مايو 2015.

وجبهة فتح الشام  كما هو حال فروع القاعدة لا تملك خبرة في إدارة المناطق المحررة، فالسيطرة المكانية تخلق حالة من التسيّب الأمني، وتصبح عمليات القتل المستهدف أكثر سهولة، وعمليات الاختراق أشد فعالية، بحيث باتت إدلب التي تقع تحت سيطرة التنظيم نقمة عليه، فقد تم إغتيال مجموعة من القيادات في هذه المنطقة التي يفترض أن تكون آمنة

 وقد تسارعت وتيرة القتل المستهدف في صفوف جبهة فتح الشام بصورة لافتة منذ بداية العام الحالي ففي كانون ثاني/ يناير الجاري قتل عنصران في جبهة "فتح الشام" وأصيب آخرون، جراء غارة جوية استهدفت سيارة تقلهم قرب بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الغربي، وكانت غارات مشابهة تسببت بمقتل 12 شخصًا على الأقل، معظمهم من جبهة "فتح الشام"  أثناء مرورهم على الطريق الدولي سراقب- معرة النعمان في ريف إدلب، وأكد موسى الشامي مسؤول التنسيق الإعلامي في جبهة "فتح الشام" أن الغارات أودت بحياة القياديين أبو جعفر المصري وأبو البراء التونسي، واستهدفت طائرة دون طيار سيارتين تقلان قياديين فيها، وتسببت بمقتل 12 شخصا ومنهم: "خطاب القحطاني" سعودي الجنسية و"أبو عمر التركستاني" و"أبو مصعب الديري"، كما استهدفت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، سجنًا تابعًا للجبهة بين بلدتي سرمدا وكفردريان بريف إدلب ما أدى إلى مقتل نحو عشرين شخصًا بينهم معتقلون.

اقرأ أيضا:
رسائل عبر الأثير لداعش والمدنيين بالرقة

داعش يتراجع في الموصل ويخسر مواقع في القسم الشرقي