أخبار الآن | عمان – الأردن (دانية المعايطة)

أطفال سوريا من كانوا يوما شرارة الثورة، دفعوا منذ بدايتها أثمانا باهظة في حرب مازالت مستمرة وتشرف على دخول سنتها السابعة؛ يتطلعون اليوم إلى لحظة يتوقف فيها القصف وإطلاق النار، ويزول الإرهاب في مدن البلاد كافة، وأن يعودوا كسابق عهدهم إلى مقاعد الدراسة، من أجل بناء الوطن وإعماره من جديد.

تلك هي تطلعات الأطفال وآمانيهم الذين التقتهم كاميرا أخبار الآن في مخيمات اللجوء بالأردن.

إقرأ: تفاقم عمالة الأطفال والنساء في العاصمة السورية دمشق

بحسب تقرير لمنظمة اليونيسيف فإن أحد أكبر تحديات النزاع السوري هو حصول الأطفال على التعليم، حيث وصلت معدلات الالتحاق بالمدارس داخل سوريا إلى الحضيض، وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن أكثر من 2,1 مليون طفل داخل سوريا و 700,000 في البلدان المجاورة هم خارج المدرسة.

واستجابة لذلك أطلقت اليونيسف مع مجموعة من الشركاء مبادرة "لا لضياع جيل" التي تلتزم باعادة الأطفال إلى التعليم وتوفير فرص للشباب؛ ومع بدء العام الدراسي في سوريا، لا يزال أكثر من 1.7 مليون طفل خارج المدرسة، و1.3 مليون طفل آخرين معرّضون لخطر التّسرّب، وفقا لبيانات جديدة حول وضع التّعليم.

تستمرّ عدّة عوامل في إجبار الأطفال على البقاء خارج المدرسة وحرمانهم من حقّهم في التّعليم، منها تصاعد العنف والنّزوح وتفاقم الفقر إلى جانب النّقص في الموارد التّي يحتاجها نظام الّـتعليم الّذي يعمل فوق طاقته.

إقرأ أيضاً: طفلة سورية تقود أوركسترا هولندية في رأس السنة

وبحسب اليونيسيف، فإن واحدة من بين ثلاث مدارس في أنحاء سوريا التي مزقتها الحرب غير صالحة للاستخدام، إما بسبب الأضرار التي تعرضت لها أو دمارها الكامل، أو بسبب إستخدامها لأغراض أخرى مثل إيواء النازحين من مناطق أخرى أو لأغراض عسكرية.

تعرضت المدارس لأكثر من 4,000 هجوم منذ بداية الحرب عام 2011.

وتعد عمالة الأطفال إحدى أكثر نتائج الحروب خطورة لما لها من منعكسات سلبية اجتماعية واقتصادية وتربوية على المجتمعات والدول، وهي كظاهرة تجتاح سورية حاليا حيث تعصف بها تكالب الميليشيات من دول عديدة دون أفق للجمها والتخفيف من وطأتها.

 ولعل سورية التي تعيش منذ خمس سنوات ونيف ثورة في مواجهة روسيا وايران تعاني من هذه الظاهرة بشدة، الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر من قبل المنظمات الدولية والناشطين والفعاليات المجتمعية وذلك لارتباط تلك المشكلة بحقوق الإنسان عموماً والطفولة خصوصا.

إقرأ أيضاً:

نحو 1400 طفل قتلوا في النزاع اليمني منذ بدايته

رجل أعمال كندي: "بإمكاني التكفل بـ 200 لاجئ سوري"