أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

في مسعى من تنظيم داعش الإرهابي لتجنيد النساء والفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب فشل التنظيم في السيطرة على هروب مقاتليه في الأراضي التي يسيطر عليها بسوريا والعراق، قالت دراسة مصرية إن "التنظيم فتح باب انتساب النساء إلى كتيبتين أطلق عليهما اسمي (الخنساء) و(أم الريان)"، مشترطا أن تكون المنتسبات من النساء العازبات بين عمر 18 و25 عامًا.. على أن يتقاضين مبلغ 25 ألف ليرة سورية، أي نحو 50 دولارا في الشهر، بشرط التفرغ الكامل للعمل مع التنظيم، وقبول أي تكليفات ترد إليهن من "داعش".

في حين قال مصدر مطلع إن "إقدام التنظيم على تجنيد الفتيات الصغيرات والعازبات قد يكون لتنفيذ عمليات جديدة، ربما يكون نابعا من كونهن أسهل في الإقناع من الرجال بسبب ظروفهن الحياتية، أو لربما أقدم على هذا السبيل بعد سلسلة من الرفض من قبل اليافعين من الرجال داخل صفوفه".

منشق تونسي عن داعش: إغتصبت ثلاث نساء وقتلت زوجتي العراقية

وأضاف أن "التنظيم الإرهابي يلعب على النزعة الدينية للعازبات، خصوصا الصغيرات في السن، ورغبتهن في الشهادة والفوز بالجنة، بحيث يحولهن إلى نساء سطحيات متسرعات متهورات لا يستطعن التمييز بين الصواب والخطأ في أي تكليف يرد إليهن من التنظيم".

وقالت الدراسة المصرية، إن طريقة الدعاية الجديدة التي يروج لها التنظيم لجذب النساء تتجنب استخدام الصور الهمجية، التي غالبا ما تظهر في مشاركات الإرهابيين من عناصره على الإنترنت مثل مشاهد قطع الرؤوس وقتل وترويع النساء والأطفال، إذ تركز الدعاية على مباهج الحياة الأسرية داخل التنظيم، والشرف في إنجاب مقاتلين جدد ينضمون إلى التنظيم لخدمة الإسلام، على حد زعمهم.

وتبنى داعش هجمات انتحارية في كانون الثاني الماضي، نفذتها 4 انتحاريات شابات في الكاميرون، أسفرت عن مقتل 32 شخصا على الأقل وإصابة نحو 86 آخرين.

في السياق ذاته، كشف المصدر المصري عن أن تنظيم داعش يهدف من سعيه لتجنيد العازبات تدريبهن على كيفية استخدام السلاح، والقيام بعمليات انتحارية مستقبلية خصوصا في الغرب، بعد أن يتم تعريفهن بفنون القتال، وذلك ضمن مسعى التنظيم لخلق جيل جديد من الانتحاريات والفتيات والنساء، يتخذن من فكر التنظيم الإرهابي ومنهجه الضال عقيدة ومنهاجا.

مراقبون عدوا العازبات من الأوراق الرابحة لدى التنظيم، واللاتي يتم تجنيدهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» للانضمام للتنظيم، والزواج بأحد عناصره بعد الذهاب إلى أرض الخلافة المزعومة.

وذكرت الدراسة التي أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أمس، أن تنظيم داعش يطور من طريقة تجنيده للنساء لممارسة "جهاد النكاح"، حيث يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، للبحث عن الإناث اللاتي يردن الانضمام إليه، وذلك بتشديد التركيز على الحياة الأسرية المنزلية التي تنتظرهن، لافتة إلى أن التنظيم يركز عبر الإنترنت على السعادة التي سوف تشعر بها المرأة مع تقديم الحياة الأسرية في أرض الخلافة المزعومة التي يحتاجها "المجاهد المحارب".

من جهته، أكد المصدر المصري أن التنظيم يغرس في نفوس أعضائه عقيدة التفجير، ولا يميز فيها بين رجل أو امرأة أو حتى الأطفال، فهو يستخدم الجميع أداة للتفجير، وسبق له أن استخدم النساء في مثل هذه العمليات النوعية، والتي كانت تُسمى بظاهرة "الأرامل السوداء"، حيث حمل نساء التنظيم على تفجير أنفسهن للفوز بالجنة.

وقدر مراقبون نسبة المراهقات المنضمات إلى تنظيم داعش الإرهابي نحو 55 في المائة، وأن حلمهن كان في البداية مجرد الزواج بأحد عناصر التنظيم في أرض الخلافة المزعومة، لكن تحول إلى سعيهن لتنفيذ هجمات انتحارية والمشاركة في القتال.

انتهاكات داعش في ليبيا بلسان نسائها

المصدر المصري نفسه أرجع اتجاه داعش إلى النساء عبر التجنيد، نتيجة لهزائمه الأخيرة في سوريا والعراق أمام غارات التحالف الدولي، وهروب أعداد كبيرة من أتباعه، بعد أن اكتشفوا حقيقة خداع التنظيم.

وأرجعت الدراسة المصرية أن سبب انضمام النساء إلى صفوف داعش في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، إلى اعتقادهن بأن انضمامهن سيجعلهن محصنات ضد الاعتداءات والعنف، وأنه سيعطيهن موقع قوة على سائر النساء.

وأضافت الدراسة: "أما بالنسبة للأوروبيات اللاتي ينضممن إلى التنظيم الإرهابي فأسباب هذا الانضمام تتمثل في محاولة التكفير عن الذنوب والحياة الصاخبة التي عاشتها بعضهن في السابق عن طريق (الجهاد)، وهو ما دفع كثيرا منهن إلى ترك حياتهن الهانئة والذهاب إلى المجهول، إضافة إلى حب المغامرة، والمشاركة في قتال الكفار ، حسب ما تصور لهن دعاية داعش.