أخبار الآن | الرقة – سوريا (عزام الحاج)

لعل أبرز حصيلة للغارات الليلية من طيران النظام الأسدي على مدينة الرقة ومحيطها القريب، إضافة إلى سقوط عدد من الضحايا من الجرحى والشهداء في صفوف المدنيين، هي تدمير "مطحنة الرشيد" وبعض صوامع تخزين الحبوب عند المدخل الشمالي للمدينة. وإذ دمر طيران نظام الأسد البنى والمنشآت الحيوية في المناطق السورية الخارجة عن سيطرته، فإن تدمير المطحنة الوحيدة ذات الاستطاعة الكبيرة في الرقة هو أمر ذو دلالات خطيرة في ما يخص احتمالات ومآلات المعركة القادمة في مناطق شمال وشرق سورية حيث يسيطر تنظيم داعش.

إذ يعمل النظام من جهة وقوات PYD الكردية على توفير البنى والآليات والموارد لشراء موسم القمح من المزارعين والفلاحين السوريين، فيما يعمد النظام وعبر طيرانه على تدمير المنشآت القائمة أصلاً في مناطق سيطرة الجيش الحر كما في مناطق سيطرة داعش، الأمر الذي يمكن أن يمهد لحرب من نوع جديد يكون رغيف الخبز سلاحها الأساسي. فالدمار الذي أصاب صوامع الحبوب وأخرج مطحنة الرشيد في مدينة الرقة من الخدمة قد يكون مقدمة لتجويع سكان المنطقة ودفعهم إلى الإذعان في حال نجح النظام وحلفاؤه في بسط سيطرتهم على الرقة.
إرهاب متزايد لداعش

وبموازاة ما يتعرض له سكان الرقة من قصف يتناوبه كل من طيران نظام الأسد والطيران الروسي من جانب، وطيران التحالف الدولي ضد داعش من جانب آخر؛ فإن هذا الأخير "داعش" يواصل مسلسلاً في إرهاب المواطنين لا يبدو أن له نهاية. فقد قتل بتاريخ 2 أيار، مواطناً سورياً اسمه "عبد الهادي العيسى السالم" في وسط السوق التجاري لمدينة الطبقة، غرب مدينة الرقة، بتهمة "التعامل مع التحالف الدولي.

كما أفاد ناشطون محليون أن 11 سجيناً قد نجحوا في الفرار من أحد سجون داعش في مدينة الطبقة كان معظمهم قد حُكم عليه بالإعدام من قبل شرعيي داعش.

أوضاع معيشية متردية

أما الأحوال المعيشية للسكان فتزداد سوءً يوماً بعد يوم، ويتمثل انحدار أحوال الناس اليومية بقلة فرص العمل وتفشي البطالة على نطاق واسع وفقدان الحاجات الأساسية والغلاء الفاحش الذي يتصاعد بفعل تدني سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، إذ سجل سعر صرف الدولار الأمريكي رقماً قياساً في سوق مدينة الرقة بتاريخ 4 ايار وتم تداوله بسعر 600 ليرة سورية للشراء و603 ليرات للمبيع.

كما تحول سعر الخبر إلى هاجس يومي للسكان بعد أن ارتفع ثمن الرغيف الواحد إلى أكثر من 40 ليرة خلال الأيام الماضية، في مقابل 5 ليرات سورية للرغيف الواحد في مناطق سيطرة النظام. ارتفاع سعر رغيف الخبز بهذه الصورة نتج عن تحرير داعش لسعر الخبز نهائيا وتركه لقانون العرض والطلب، كما عن بيع داعش جزء من مخزون القمح إلى تجار باعوه بدورهم إلى النظام السوري، إضافة إلى تدني عدد العمال بسبب ندرة مادة الطحين. ومن المحتمل أن ترتفع أسعار الخبز مجددا بعد خروج المطحنة الأكبر في مدينة الرقة من الخدمة اثر غارات ليلية مما يُنذر بتصاعد معاناة السكان وتحول رغيف الخبز إلى سلاح بأيدي الأطراف التي تعمل اليوم على شراء محصول سورية من القمح وتخزينه وتسويقه تالياً بشروطها.