أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (جمال الدين العبد الله)

بعد الكم الهائل الذي احتضنته تركيا من اللاجئين السوريين وخصوصاً بداية عام 2016، ومع ارتفاع وتيرة الأحداث الإرهابية التي ضربت عدداً من المواقع الحيوية في عدد من الولايات التركية الحساسة، ترافقا مع وقف حركة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا؛ لجأت تركيا إلى فرض "إذن السفر" على كل لاجئ سوري يريد الانتقال من ولاية إلى ولاية أخرى ضمن الأراضي التركية.

ويتطلب إذن السفر الذهاب إلى مقرّ "الأمنيات" في الولاية التي يقطن فيها الشخص المسافر مصطحباً معه بطاقة "الكيملك"، ولكن المشكلة تكمن في التجمعات الكبيرة للسوريين على أبواب الأمنيات، والازدحام الشديد.

"أحمد" 26 عاماً، يقطن في إقليم هاتاي منذ أكثر من عامين، ويعمل ضمن مهنة "الدهان" في ورشات خاصة، أراد الانتقال إلى مرسين لزيارة أخته وعائلتها، وتوجه نحو قسم الأمنيات كالعديد ممن يريدون السفر، ولكن المشكلة هي الازدحام الكبير والانتظار الطويل دون فائدة.

يقول أحمد: "في البداية كنا نذهب من أقصى جنوب تركيا إلى أقصى شمالها دون أن يسألنا أحد عما نحمله أو ما الذي نفعله، ولكن لا نلوم تركيا في أنها فرضت إذن السفر على السوريين لدواعٍ أمنية بحتة في الفترة الأخيرة، والمشكلة تكمن في الانتظار لساعات دون فائدة، للازدحام الكبير، لذا اضطررنا إلى أساليب أخرى".

حلول قد تنجح

يضيف أحمد: "يتضمن الإذن أنواعاً منها الدراسي والصحي، وحتى الانتقال، وبعض الأحيان الزيارات ممنوعة، وتشتمل أحيانا الانتقال النهائي، ويكون بعدها تسليم الكيملك من المنطقة المسافَر منها إلى المكان الذي يُنوى الاستقرار به واستخراج كيملك جديد، ولجأ العديد إلى بعض الطرق الأخرى للسفر، ولكنها مكلفة نوعاً ما".

احدى طرق سفر السوريين ضمن الولايات هي السيارات الخاصة، والتي يكون أصحابها سوريون أو من الأتراك، ويكون أجرها مرتفعاً بالمقارنة بأجور النقل العادي، وأثبتت نجاحها في بعض الأحيان.

"زكي" أحد اصحاب السيارات الخاصة، ينقل الراغبين للسفر من إقليم هاتاي إلى إقليم أضنة، كل بضعة أيام، ويتواصل مع المسافرين حسب معارفه وغرف الواتس آب على الإنترنت، يقول زكي: "يضطر العديد من السفر إلى مناطق أخرى ويشكل اذن السفر مشكلة لبعض السوريين، ولا يمانع البعض دفع المال مقابل السفر، أقوم بالمرور على الطرقات الفرعية وليس الأوتوستراد، إلى أن أصل إلى نقطة محددة، ومعظم الزبائن هم من يريدون زيارة أقاربهم".

بينما حالف العديد الحظ في الانتقال، ووصلوا نحو هدفهم دون استصدار إذن سفر، عن طريق الحجز النظامي في إحدى شركات النقل بباصات "البولمان" ووصولهم بالتكلفة النظامية، وما يتبقى عليهم هو استبدال بطاقة الكيملك القديمة بأخرى جديدة تحمل قيود المنطقة الجديدة.

الإقامة هي الحل .. والمشكلة!

بينما يحاول العديد استصدار إقامة سياحية أو إقامة عمل في الأراضي التركية والتي تسمح لحاملها في الانتقال ضمن الأراضي التركية بحرية، ولكن يصف أحمد الإقامة بالمستحيلة، لمن هم في مثل حالاته، فهي تتطلب العديد من الإجراءات المكلفة وحساباً في أحد البنوك، والأهم جواز سفر سوري ساري الصلاحية.

في حين يلجأ العديد إلى تأجيل سفره أو انتقاله ريثما تستقر الأوضاع في تركيا بشكل عام، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه في سابق عهده، للزيارة أو فرص العمل وحتى التعليم والطبابة.