أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

 

تعرضت مدينة الشدادي في ساعات متأخرة من ليل يوم الإثنين 15/2/2016 وحتى ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء 16/2/2016 لغارات جوية من قبل روسيا والنظام السوري. تركز القصف على الفرن الآلي ومبنى الأمن السياسي والمنازل المدنية المجاورة لهما، ومبنى البريد ومنازل مجاورة له، ومنطقة الجسر. وقد خلّفت هذه الغارات أكثر من 25 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى، تم إسعافهم لمشفى الشدادي الوطني؛ الذي يفتقد أساساً للكثير من المعدات والكوادر الطبية.

وأفادت الأنباء عن مقتل كافة عمال الفرن الذي تعرض للقصف، وكذلك مقتل الكثير من المدنيين الذي كانوا يقفون في صفوف بانتظار الحصول على الخبز، وما زالت عمليات البحث تحت الأنقاض مستمرة.

وعُرف من القتلى: "يوسف أنور، محمد أنور، طه خليف، محمد الهبود، أحمد المخلف، محمود مصطفى الخلوف، علاء حسين الدخيل الكريعي، محمود مصطفى الخلوف".

وقد صرّح الناشط "محمد مراد" لأخبار الآن أنّ الطيران الروسي: "استهدف المدينة بأربع غارات وأكثر من خمس غارات للطيران المروحي للنظام السوري، والتي أسقطت براميل متفجرة على المدينة، وقد وقع أكثر من 25 قتيلا غالبيتهم من المدنيين".

وصرّح لنا الناشط الميداني "أحمد خليل" أنّه: "من بين الأماكن التي تعرضت للقصف فرن أهلي مدني تم استهدافه في ساعات الصباح الأولى من اليوم الثلاثاء، ولم يكن هناك أي عنصر لداعش في محيط الفرن وقد تسببت الغارة بمقتل أكثر من 15 شخص كلهم مدنيون".

كذلك، شنت طائرات "التحالف الدولي" أمس الاثنين، عدة غارات استهدفت مساكن "حقول الجبسة النفطية" في ريف مدينة "الشدادي"، تزامناً مع غارات مماثلة طالت مواقع لداعش في ريف بلدة "الهول" جنوب الحسكة، اقتصرت أضرارها على المادية.

وتعتبر مدينة الشدادي "60 ألف نسمة" التي تبعد 50 كم جنوب مدينة الحسكة، المعقل الأكبر والرئيسي لداعش في محافظة الحسكة بعد سيطرته عليها عام 2013، وذلك بعد خسارته لمراكزه في المحافظة مثل  بلدتي "تل براك وتل حميس" جنوب القامشلي، ومؤخرا خسارته "الهول" الواقعة على الحدود العراقية، والتي كانت ممراً له يربطها مع العراق، فقد دخلتها "الوحدات الكردية" و"قوات سوريا الديمقراطية" بتغطية جوية من قوات التحالف قبل ثلاثة أشهر.

وقد تعرضت الشدادي للقصف المتواصل من قبل النظام السوري قبل أن يبدأ التحالف أيضاً بقصفها واستهداف مواقع داعش فيها.

بدء معركة السيطرة

من جهة أخرى وردت أنباء أنّ القصف الأخير هو بداية لحملة سوف تشنها "وحدات الحماية الكردية" و"قوات سوريا الديمقراطية"، للسيطرة على المدينة. وقد علمت أخبار الآن من مصادر مقربة من الإدارة الذاتية أن الحملة سوف تبدأ اليوم الأربعاء، وأن تلك القوات تتجهز وتتجمع الآن على مشارف المدينة للبدء بالحملة، كما أعلن "آلدار خليل" المسؤول في الإدارة الذاتية أن: "حملة تحرير الشدادي ستبدأ الأربعاء" وذلك أثناء محاضرة ألقاها في مدينة القامشلي الثلاثاء.

يقول الناشط الإعلامي "أحمد خليل" لأخبار الآن: "شهدت مدينتا القامشلي والحسكة تحركات عسكرية اليوم باتجاه مدينة الشدادي، وقد تكون بداية لحملة تهدف للسيطرة عليها من قبل وحدات الحماية وقوات سوريا الديمقراطية".

يذكر أن تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" و"وحدات الحماية الكردية" كان قد توقف في ريف الحسكة الجنوبي تزامناً مع توقف القصف من قبل التحالف والطيران الروسي على تلك المنطقة منذ شهرين. وكانت قوات سوريا الديمقراطية والوحدات قد سيطرت في شهر نوفمبر من العام الماضي على مدينة الهول الاستراتيجية والتي كانت تربط معاقل داعش في سوريا مع معاقلها في العراق، وكانت عملية السيطرة تحت غطاء جوي من قبل قوات التحالف الدولي.