أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (زكريا نعساني)

لم تعد العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران سرا من الأسرار المكتومة، بل باتت وقائعها معروفة للجميع لكن تفاصيل نشأة تلك العلاقة والتغيرات التي شابتها وكيفية استثمارا ايران لها  شرحها  و اضاء  عليها  الكتاب الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط وحمل عنوان رجال القاعدة  في ايران الملاذ الآمن والتحالف المشبوه  و الذي حاول تفصيل تلك العلاقة فهي علاقة عميقة وقديمة.

العلاقة بين ايران والقاعدة عميقة وقديمة ليست العلاقة بحسب الكتاب حديثة كما هو شائع أي منذ  العام  2001 حين هرب أفراد القاعدة من افغانستان الى ايران بل هي أقدم من ذلك بكثير، فالعلاقة بدات منذ 1979 ابان الانقلاب على حكم الشاه الذي لجأ الى مصر فيقول الكتاب ان بذور هذا التوافق كان منذ توقيع التوحّد الأول لتنظيم "الجهاد المصري الذي  احتج عليه الرئيس الراحل أنور السادات بسبب استضافته الشاه آنذاك، بعد ذلك وفي العام  1981 تم اغتيال السادات على يد خالد الإسلامبولي فقام الخميني بتخليد اسمه كبطل اسطوري

وفي العام نفسه، أيضا تأسس تنظيم "الجهاد الإسلامي" الفلسطيني، بقيادة فتحي الشقاقي، الذي ألف أول كتاب احتفائي بثورة الخميني باعتبارها الحل والبديل والنموذج الملهم لسائر الحركات الإسلامية والمتشددة في المنطقة".
الدعم الايراني للقاعدة متغير بحسب المصلح.

الدعم الايراني للقاعدة كان متغيرا بحسب المصالح التي ارادتها طهران فيستشهد الكتاب بفترة ما يسمى الجهاد الافغاني فحينها  دعمت طهران «تحالف الشمال» الأفغاني، ضد «القاعدة»وطالبان، حتى إسقاط الأخيرة، وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، عادت ايران ودعمت القاعدة، ويستشهد الكتاب بإعلان القادة الأميركيين والبريطانيين عام 2007 ،دعم طالبان بالسلاح والعتاد والتدريب عبر «الحرس الثوري الإيراني».

كيف استثمرت ايران علاقتها بالقاعدة؟

أخيرا كيف استثمرت ايران بالقاعدة ولعل هذا التساؤل هو أكبر دليل على العلاقة بين طهران والقاعدة، فبحسب الكتاب بقيت ايران منذ ان ظهرت القاعدة على ساحة الارهاب في معزل عن الهجمات الارهابية على الرغم من انها تجاور الدول التي تحتضن التنظيم المتطرف ايضا لم تدخل ايران في اي تحالف دولي في الحرب على الارهاب بل كانت تعمل بمفردها فتكون القوة الوحيدة التي تسد فراغ المناطق التي تخسرها القاعدة عبر قواتها او ميليشياتها ذات الطابع الطائفي والعراق كانت اكبر مثال على ذلك.

أبرز تلك الاستثمارات هو ما توصلت له في يوليو (تموز) 2015 من اتفاق مع القوى الكبرى بشأن برمنامجها النووي، لكن في  الحقيقة الوثائق التي عثر عليها في مخبأ اسامة بن لادن كانت الدليل الاقوى على التورط الايراني بدعم القاقعة  والتي سنتناولها بالتفصيل في تقريرنا القادم عن كتاب رجال القاعدة في ايران.

 

اقرأ أيضا
لماذا غضبت ايران من كتاب رجال القاعدة

القبض على زوجة قيادي القاعدة مختار بلمختار في ليبيا