أخبار الآن | ريف حماه – سوريا – (مصطفى جمعة)

تراجَع إنتاج الفستق الحلبي بنسبة كبيرة في سوريا نتيجة الحرب نظرا للحرب التي يشنها النظام على الأهالي ، اذ تقع مساحة كبيرة من مزارع الفستق، تحت مرمى نيران حواجز النظام في ريف حماه الشمالي, فضلاً عن القصف الذي يطال البساتين, وتعد محافظة حماه الأكثر إنتاجاً للفستق الحلبي، إذ أن نسبة كبيرة من مزارعيها يعتمدون بشكل رئيس على ريع الموسم في كل عام، أما الآن فهم يعيشون معاناة حقيقية..

الساعات الأولى من كل صباح، يستهلها أبو مصطفى في رعاية أشجار الفستق الحلبي، وبالرغم من قصف النظام للأراضي الزراعية؛ يقتلع الأعشاب المحيطة بجذور الأشجار، ويتحسر على ما حل بمصدر دخله الوحيد.

لم يتمكن أبو مصطفى من تقديم الخدمات لبستانه، من الري وتقليم الأغصان، ورش المبيدات الحشرية، بسبب عشوائية القصف الذي ينفذه النظام على مناطق ريف حماه، الأمر الذي أثر بشدة في كمية الإنتاج، التي تراجعت إلى أقل من ثلاثين في المئة.

أبو مصطفى – مالك بستان فستق حلبي: الأمراض كثيرة، و أشجار بذلنا جهداً للعناية بها، بسبب الظروف و القصف لم نتمكن من التواصل مع الشجرة، ولم نعتني بها، رغم أننا كنت نعتني بها كالطفل الصغير، وهذه أسباب قاهرة و كافية لما وصلنا إليه.

تضرُرُ موسم الفستق الحلبي وقل انتاجه، نتيجة موجة الصقيع التي ضربت المنطقة، فضلاً عن قصف قوات النظام، جعل كثيرين ومن بينهم أبا مصطفى، في صدام مباشر مع متطلبات الحياة اليومية، فمعظم سكان هذا الريف، يعتمدون على عائدات مواسمهم من الفستق الحلبي.

أبو مصطفى: الأوضاع قست على الناس، فهي تعتمد على أشجارها من بعد رب العالمين، فبالمواسم السابقة، منذ أن تحمل الشجرة وتثمر، تبدأ بالشراء بالدين على أمل أن لديها مواسم.

علاء مروان – مزارع متضرر: معظم البساتين هذه السنة تضررت، بسبب قصف الجيش والصقيع، قلةٌ قليلة من البساتين نجت من ذلك نوعاً ما، أما من كان بستانه قريب على مرمى نيران الجيش، فقد تضرر بشكل كبير، وهنا النسبة العظمى تعتمد على هذا الموسم، هي تنتظره بالساعة لتدفع عن نفسها الحاجة.

و ما يزيد من معاناة مزارعي الفستق الحلبي، تدمير النظام للأسواق لبيع هذا المحصول، إذ كانت كمية الإنتاج تقدر سنوياً 180 ألف طن، يصدر نحو ثلثيها إلى البلدان المجاورة.

أبو محمد – تاجر فستق: كان المزارعون عند يجنون ثمار الفستق، يأخذونه إلى مورك حيث سوق الفستق، وبلدة مورك دمرها النظامن لم يستثني سوقاً أو شيء آخر, ما تسبب بكساد الفستق، هؤلاء يقومون بنزع قشور الفستق، ليخزنوه إلى فترة محددة، فبعد فترة إما يباع، أو سيبقى عند المزارع للموسم القادم.

تناثرت أشلاءُ هذه الأشجار جراءَ سقوط برميل متفجر عليهان فحرمت مالك البستان من مصدر دخل رئيسي يعينه في تدبر شؤون حياتهن هو عبث آلة حرب النظامن لا يراعي دقة إصابة الأهداف، بقدر ما يتقصد قتلَ البشر والشجر والحجر.