أخبار الآن | خربة غزالة – درعا – سوريا (محمد الحوراني)

بينما يحي العالم اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنيين … يبدو ان المسنات السوريات هن الاكثر معاناة … حيث تصر أم خالد على البقاء في محافظة درعا، رغم أنها هُجرت من قريتها، إثر تعرض منزلها للقصف بمختلف انواع القذائف من قبل نظام الأسد، فضلا عن مداهمات واعتقالات متكررة طالت أبنائها، مؤكدة بذلك على رسالة الثورة، وان الحرية تبقى هي المطلب الرئيس للثوار. 

"جاييك الدور يا دكتور" تلك هي العبارت التي أشعلت شرارة الثورة في محافظة درعا مهد الثورة السورية، وبدت الصورة واضحة بأبشع تجلياتها عندما تعرض الأطفال للتعذيب الشديد. صبر الآباء على غياب أولادهم بعض الوقت، وفي وسط آذار شكل وجهاء درعا وفداً لمقابلة المحافظ ، وطلبوا إليه الإفراج عن الأولاد فلم يجدا عنده إلا الصدود. ليس  ذلك فقط، فقد قال عاطف نجيب: "انسوا أمر أولادكم، واذهبوا إلى نسائكم فحبّلوهنّ وأتوا بأولاد جدد. وإن لم تستطيعوا أو ليس عندكم الرجولة الكافية، فنحن لدينا رجال وهم يتكفلون بتحبيلهن". 

كان ذلك الرد الأرعن السبب المباشر في انطلاق شرارة الثورة من درعا. وبالطبع لم يكن سبباً معزولاً أدى للثورة بفرده، فقد حاول الأسد سلب الناس كرامتهم وحقوقهم وكان الاحتقان يملأ أفئدتهم، لم يعد ينفع الكبت أو الصمت، لقد رأى أهل درعا في ذلك فرصة عظيمة لينقضوا على النظام الفاسد، ولم يكونوا ليترددوا وقد ثارت معظم الشعوب العربية، رد الأسد على الثوارت العربية بأن خفض للسوريين مدة الخدمة العسكرية ثلاثة أشهر، بينما كان الناس يتوقون إلى الحرية ويتطلعون إلى الكرامة والتخلص من الاستبداد. باختصار يعرف السوريون أنفسهم ويعلمون أن أهل مصر واليمن وتونس وليبيا ليسوا أشجع منهم ولا أشد، وكان لا بد أن يحدث في سورية ما حدث هناك.