أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا –  (ورد العلي)

يبدو أن الصورة بدأت تتضح أكثر حول ما يجري في أقبية وكواليس داعش بعد الأزمة المالية الشديدة التي عصفت به، والهزائم والضربات الجوية التي تستهدف معاقله.

"حالات هروب، إعدامات ميدانية، رصد انشقاقات، تشكيل جهاز لمراقبة تحركات العناصر الأجانب" أخبار تتوارد بين الناس وعبر وسائل الإعلام ما يدل على بروز حالة تخبط شديدة في صفوف التنظيم.

حادثة اعدام اثنين من المقاتلين الأجانب، انتشرت كالنار في الهشيم وصنعت الكثير من الضجة داخل التنظيم وخارجه أيضاً.

الضائقة المالية جعلت كثيرين يعيدون النظر جيداً حول وجودهم في التنظيم، خصوصاً بعد اعتيادهم حياة الرفاهية والمال الكثير، وإجبارهم على نوع من التقشف المادي لتعويض الخسائر التي تكبدها داعش إثر ضربات التحالف الدولي الجوية.

وفي تسريبات حصلت عليها "أخبار الآن"، أكد أحد المقربين من التنظيم أنه وبتاريخ 19 من يناير كانون الثاني الفائت، أعدم التنظيم شابين يحملان الجنسية السعودية على يد القيادي البارز أبو إسلام الانباري داخل جدران معسكر العكيرشي أكبر معسكرات التدريب لعناصر داعش، والذي يقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات، مبتعداً عن مركز مدينة الرقة حوالي ٢٠ كيلو متر.

وسبب إعدامهم، وفقاً للمصدر، أن المهاجرين السعوديين كانا يبحثان عن جوازات سفرهم بإصرار وبشكل متكرر مما أثار الشك حول نيتهم بالهروب، فأتُخذ القرار سريعاً بالتخلص منهم بشكل سري وعاجل.

لم تمضِ ساعات معدودات حتى بدأ اختفاء الشابين يحمل الكثير من إشارات الاستفهام عند المقاتلين الأجانب الآخرين مما دفعهم إلى السؤال عن أصدقائهم المفقودين، حتى علموا نهاية الأمر أنه تم إعدامهم لأنهم ارتدوا عن دين الله!

بقول المصدر: "الجميع علم أن الشابين تمت تصفيتهم من غير إخضاعهم لأي محاكمة، كما جرت العادة عند داعش لتثبت وتلقي التهمة الموجهة اليهم بالكفر والردة عن الدين".

ويضيف: "لم تمر إلا أيام قليلة، حتى بدأنا بسماع أخبار الانشقاقات أكثر وأكثر، وخاصة من أصحاب الجنسيات الخليجية".

يقول " أ.س " إنه ونتيجة للانشقاقات في صفوف التنظيم، دفع داعش إلى تقطيع مدينة الرقة، وعدد من المدن الاخرى الواقعة تحت سيطرته، عن طريق الحواجز والدوريات للبحث عن المنشقين الجدد، ومنعهم من الابتعاد عن المدينة، كما يتعرض جميع المارة للأسئلة والاستجواب، وتخضع أي سيارة كانت للتفتيش الطويل أيضاً".

الانشقاقات

ألقي القبض على مهاجرين آخرين كانوا يحاولون الهروب من قرية سلوك التابعة لمدينة تل ابيض القريبة من الحدود السورية التركية، وأعدموا بشكل فوري أحدهم سعودي والآخر مصري.

كما افادت مصادرنا أن حالة من التوتر الشديد تسيطر على معاقل التنظيم، يقول "ن.أ": "بيتي يقع بجانب أحد المعاقل، وبعد انتشار حادثة اعدام المهاجرين السعوديين، بتنا نسمع أصوات شجار عنيف وصراخ وإطلاق نار بشكل متقطع من داخل المبنى".

ينهي المصدر: "بدأ تنظيم داعش يواجه عاصفة أخرى تهز كيانه، ولكن هذه المرة من داخل بيته، تتمثل في هروب بعض المقاتلين المهاجرين الذي يتعمد عليهم التنظيم كثيراً لأسباب تتعلق بالسياسات المالية وبالعقلية المنتهجة للتنظيم في تعامله مع بعض العناصر، ليجد داعش نفسه في مآزق شديدة خارجية وداخلية، ستؤثر عليه بلا شك تأثيراً مباشراً، وستحمل لنا الأيام القليلة القادمة كثيراً من تفاصيلها".