أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)

دارت مواجهات الأربعاء الماضي بين مجموعة من شيوخ الكرامة وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني في بلدة المزرعة بالسويداء، أسفرت في النهاية عن خروج عناصر الدفاع الوطني من البلدة، ليتبع ذلك اتصال بين قائد الميليشيا "رشيد سلوم" وقائد مجموعة شيوخ الكرامة في السويداء "رأفت البلعوس"، حيث اتفقوا على احتواء الموقف وتجنب المواجهات بين الطرفين.

خطة لاعتقال رأفت البلعوس

الشيخ "رأفت البلعوس" تحدث أمام مجموعة من الأشخاص أمس عن تفاصيل الحادث، ويقول "أبو تميم" أحدُ الحاضرين لأخبار الآن، إن الشيخ رأفت أخبرهم بأن قائد ميليشيا الدفاع الوطني "رشيد سلوم" اتصل به وطلب منه السماح له بالدخول إلى بلدة المزرعة، وسمح له الشيخ بذلك.

ويضيف "أبو تميم" نقلا عن البلعوس، أن شيوخ الكرامة تفاجؤوا بدخول قوة من ميليشيا الدفاع الوطني تتألف من سبع سيارات محملة برشاشات "دوشكا" وعربتي "زيل"، إضافة إلى أكثر من مئة عنصر مسلح، دخلوا إلى بلدة المزرعة، حيث دار اشتباك بالأيدي بينهم وبين مجموعة من مشايخ الكرامة، لينسحبوا بعدها من القرية.

وبعد سؤال عناصر من الدفاع الوطني عن سبب دخول المزرعة قال أحدهم حسب "أبو تيم" إن قائد ميليشيا الدفاع الوطني "رشيد سلوم" تلقى أوامر من الأمن العسكري بالتوجه إلى بلدة المزرعة لاعتقال الشيخ "رأفت البلعوس"، مضيفا أنه تم إخبار العناصر بأن المهمة هي التوجه إلى منطقة قريبة من ريف درعا لأن "جبهة النصرة" تخطط لاقتحام السويداء.

الأمن والشبيحة يتلاعبون بالأهالي

وبالتزامن مع ذلك كان هناك دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر أمام مبنى الأمن العسكري في السويداء، ضمن حملة سميت "وين راحوا"، تطالب بوقف التجنيد الإجباري وتأمين مستلزمات الحياة من ماء وكهرباء، إلا أن بعض الناشطين قالوا إن هذه الحملة يقوم عليها مجموعة من الدفاع الوطني يتزعمها المدعو "طلال الجمّال"، وهي تهدف للتغطية على اقتحام مجموعات أخرى بلدة المزرعة، إضافة إلى استدراج شبان المحافظة لاعتقالهم، إلا أن يوم الاعتصام لم يشهد حضورا يذكر، فتم إلغاؤه.

وتحاول قوات النظام ممثَّلةً برئيس فرع الأمن العسكري "وفيق ناصر" وبعض المجموعات المسلحة الأخرى التابعة له، التخلص من ظاهرة "شيوخ الكرامة" التي تبنت عدة قرارات لا تناسب سياسة النظام، كان أبرزها إلغاء التجنيد الإجباري في السويداء، ورفض الخدمة العسكرية لأبناء المحافظة في مناطق أخرى، وسعيهم للتخفيف من الحساسيات التي يحاول النظام افتعالها مع أهالي محافظة درعا المجاورة، إضافة إلى تهديدهم أكثر من مرة رئيس فرع الأمن العسكري وفيق ناصر بـ"شرب فنجانه" ما يعني بالنسبة لأهالي السويداء إهدار دمه.