أخبار الآن | نواكشوط – موريتانيا – (الغالية اعمر شين) 

عانت موريتانيا لسنوات عديدة من الهجمات الارهابية على الجيش الوطني وحرس الحدود، بيد أن المقاربة الجديدة لمحاربة الارهاب التي شرع في تطبيقها قبل خمس سنوات بدأت تؤتي أكلها، هذه المقاربة تقوم على الضرب بيد من حديد على الجماعات الحاملة للسلاح من جهة، وفتح باب الحوار بواسطة علماء دين مع السجناء المتشددين من أجل إقناعهم بنبذ العنف عبر مراجعة فقهية لأفكارهم عن الاسلام والجهاد. التفاصيل مع مراسلتنا في نواكشوط الغالية بنت اعمر شين.

حي لمغيطي الشعبي بضاحية نواكشوط حيث الفقر يترك بصماته على كل شىء
أحمد أحد أبناء هذا الحي الذي  قد لا يكون صدفة أن يحمل اسم موقع أول اعتداء ارهابي على الجيش الموريتاني، انخرط في صلات مشبوهة ببعض هذه الجماعات.. دخل السجن ومكث فيه عدة أشهر.
 يرى أحمد أن الفراغ و الفقر كانا وراء ارتكاب الجريمة و الذهاب مع الجماعات المتشددة من تجربته الشخصية 
 موازاة مع المقاربة الأمنية ومن منطلق أن منشأ الإرهاب فكري تسعى السلطات الموريتانية إلى تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب من خلال نقاش علمي مع سجناء  لإقناعهم بنبذ العنف والقيام بمراجعة فكرية لآرائهم المتشددة.
آخر جولة من الحوار بين السجناء والسلطات جرت قبل قرابة شهر عبر شخصيات علمية من بينها مفتي الجمهورية،لكنها تعثرت بعد انطلاقها بقليل وتأجل استئنافها حتى إشعار جديد.

من هذه الاحياء الفقيرة جندت جماعات الارهاب العنيف أغلب عناصرها مستغلة ظروفهم الاجتماعية والنفسية ومستوياتهم التعليمية في التغرير بهم وإقناعهم بأن خلاصهم يكمن في الانخراط في هذه الجماعات واتباع ما تقدمه على أنه الاسلام الحق.

مشكلات اجتماعية عدة أهمها الفقر والبطالة تمثل حاضنة للتطرف وبيئة مثالية لانتشار الفكر المتطرف ما يجعل نجاح أي مقاربة لمحاربة الارهاب مرهونا بأخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار.