أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ريتا إسحاق)

أبو حمزة.. هكذا سمى نفسَه أو هكذا سماهُ داعش. منشقٌ تونسيٌ عن التنظيم كشف لنا معلوماتٍ صادمةً وحقائقَ توضِّحُ طريقةَ عملِ هذه المنظمةِ الإرهابيةِ من الداخل.

كيف تجندُ مقاتليها؟ كيف ترسلُهم إلى مناطقِ سيطرتِها؟ كيف تدفعُ أفرادَها إلى القتلِ والسرقةِ والإغتصاب؟ كيف تمولُ عملياتِها الإرهابيةَ عن طريق سلبِ المدنيين؟

في أول تقاريرِنا الخاصةِ التي نستعرضُ فيها أجزاءً من المقابلة الحصرية مع المنشقِ عن داعش، نبدأ بكيف جندَ التنظيمُ "أبا حمزة" ودربَه وأرسلَهُ إلى سوريا.

في بداية مقابلتِه أخبرنا أبو حمزة عن الطريقة التي جُنِّدَ بها. كيف إستغل داعش وضعَه الإقتصاديَّ السيءَ وحاجتَه الشديدةَ إلى المال. راقبه مُجَنِّدُ داعش واستمالَه ببعض المالَ وبضعِ سجائرَ. نستمعُ لما قالَه. 
  
أبو حمزة التونسي: "كان هناك شخصٌ يراقبٌني، فأصبح يتقربُ مني، مرةً يُعطيني سجائرَ تَبِغ  ومرةً قهوةً، وبعد ذلك يُعطيني نقودًا . قلتُ له أنا لا أعملُ فقال لي لا يَهُمُّ خُذْ أكثر، وبعد ذلك طرحَ علي فكرةَ الذَّهاب إلى سوريا قائلا إنه أفضلُ لك من الجلوس هنا من دون أي عمل وهناك تأخذ نقودًا ولا تعمل، ترددتُ في بداية الأمر،… ولكنه أصرَّ، وما جعلني أتبعه أنه كان يغريني خلال شهرٍ كامل وكان يعطيني بالعشرين والخمسين دينارًا تونسيًا، لم يتركْ لي فرصةً للتفكير ما هي حاجتك متوفرة لا تحتار وبدأ يزيدُ عددُهم في القهوة نجلس مع بعضنا كل مره شخص اخر ياتي معهم وجدتهم كثر ومتحمسين قلت في نفسي اذهب معهم وذهبت."

بعد تجنيده من داعش، حكى لنا أبو حمزة المنشقُ عن التنظيم، رحلةَ ذَهابِه من تونس إلى ليبيا عبر البحرِ ووصولِه إلى مدينة بنغازي ومن ثَّم إلى جبل بين بنغازي ومدينةِ البريقة الليبيتين, وبعد مدةٍ قضاها هناك مع أفرادٍ آخرين في التنظيم، تقرر ذهابُهم إلى سوريا . 

أبو حمزة التونسي: "عندما ذهبت الى الجبل أصابتني حيرة بعدد الأشخاص الذين وجدنهم هناك كثر ..لم أجد نفسي وحدي هناك تونسيين وليبيين…، أخذونا للجبل الذي يقع بين بنغازي والبريقة، قالوا إننا سنتدرب على القتال، قلت لهم لا يوجد عندي مشكلة لأنني تدربت عسكرياً وأعرف .. من الطبيعي من وقت قصير تخرجت .
قالوا لي إننا سنذهب للجهاد في سوريا وإنه سيكون هناك مال وغنائم، فقلت لهم أنا معكم. جلسنا في تلك المنطقة شهر وأكثر بقليل وبعد أن أتممنا التدريب، جاء الوسيط وعبر الباخرة ذهبنا الى أنطاكيا. من بنغازي الى انطاكيا ذهبت أنا ومجموعة فيها 22 شخصاً من  ليبيين وتونسيين وأيضاًَ جزائريين".
  
منذ لحظةِ تجنيدِه وذَهابِه إلى ليبيا وقبل وصولِهم بالقارب إلى مدينة أنطاكيا التركية، كانت معاملةُ قادة داعش لأبي حمزة والأفرادِ الآخرين من التنظيم، حسنةً ووديةً، لكنها تغيرتْ منذ اللحظة التي وطأتْ قدما أبي حمزة والآخرين أرضَ أنطاكيا. وجهٌ آخرُ أظهره قادةُ داعش للمجندين الجدد.

أبو حمزة التونسي: "المعتطيات اختلفت في كل شيء، حتى طريقة المعاملة بيننا وبين القياديين ليست كما كانت ليست كما كنا في بنغازي  أصبحت النبرات حادة، يغضبون بسرعة انا قلت بنفسي انا مع الجماعه كما هو الحال، عندما وصل القياديون لم يسمحوا ببقائنا مع بعضنا، فرقونا كل ثلاثة أشخاص في كتيبة معينة…، وأعطونا تدريب حتى اننا كنا متدربين سابقا ولكنهم لم يستحبوا دخولنا مباشرة الى الميدان…"
 
رحلةُ أبي حمزة مع داعش في سوريا، بدأت تأخذُ اتجاهًا أكثرَ رعبًا وإجرامًا.. كيف دفع به التنظيمُ إلى القتل والسرقة؟ كيف دفعَ به إلى إرتكاب أفعالٍ يَندىَ لها الجبينُ بإسم الدين، وأصبح القتلُ بغضِّ النظرِ عن الضحية، هو مُهمتَه الرئيسةَ في داعش كما الآخرين. هذا ما سنعرفُه ضمن سلسلةِ تقاريرَ نعرضُها في الايام المقبلة.

 

باحث في التيارات المتشددة: داعش يعتمد استغلال ظروف الشباب الصعبة لتجنيدهم
 

المزيد من سلسلة تقارير "كشف المستور" تجدونه على الرابط هنا
 

أبو حمزة التونسي.. منشق عن داعش يروي تفاصيل تجنيده ورحلته الى سوريا