شبوة، اليمن، 29 أبريل، أ ف ب

أفادت مصادر طبية ومحلية في اليمن ، أن 15 جنديا واثني عشر فردا من القاعدة لقوا مصرعهم خلال معارك عنيفة جرت في جنوب البلاد ، في إطار الحملة العسكرية التي يشنها الجيش اليمني ضد معاقل القاعدة في محافظتي أبين وشبوة .

وهاجم مسلحون بالرشاشات والقذائف الصاروخية قافلة عسكرية بالقرب من بلدة الصعيد في شبوة حيث يشن الجيش حملته البرية بمساندة “اللجان الشعبية” التي تضم مقاتلين مدنيين موالين للحكومة .

وسيطر المسلحون على حاملة جنود كان بداخلها 15 جنديا، ودمروا ثلاث عربات عسكرية اخرى، بحسب الضابط. وذكرت مصادر طبية في المستشفى الحكومي في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، انهم استقبلوا 15 جثة لجنود، اضافة الى 10 جرحى.

واكد الضابط عدد القتلى مشيرا الى ان الجيش ارسل تعزيزات كبيرة الى المنطقة. وذكر مصدر قبائلي ان 12 مسلحا قتلوا كذلك.

وتتزامن الحملة البرية مع اجتماع دول مجموعة اصدقاء اليمن في لندن، وهي مجموعة تضم الدول المانحة والداعمة الرئيسية للمرحلة الانتقالية في اليمن وعلى راسها الولايات المتحدة والدول الكبرى في الاتحاد الاوروبي اضافة الى دول الخليج.

وقال مصدر عسكري ان “قوة من الجيش مزودة بمختلف الاسلحة بدات عملية لتطهير بلدات احور والمحفد بمحافظة ابين وصولا الى عزان والحوطة والروضة والصعيد في محافظة شبوة حيث يتمركز عناصر القاعدة”.

وبحسب المصدر، اطلقت الحملة ليلة الاثنين الثلاثاء ويشارك فيها الاف الجنود والمقاتلين المدنيين من عناصر “اللجان الشعبية” الموالين للحكومة. وشدد المصدر على ان “الحملة لن تتراجع الا بتطهير هذه المناطق من اعضاء القاعدة”.

وفي حفل تخرج لضباط اجهزة وزارة الداخلية في صنعاء، دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليمنيين الى “الاصطفاف لدعم الجيش والامن في مواجهة القاعدة … وتأمين العاصمة صنعاء”.

ولم يشر هادي بشكل مباشر الى العمليات في الجنوب، الا انه قال ان تنظيم القاعدة في اليمن يتألف بنسبة 70% من مقاتلين غير يمنيين، وان السلطات تحتفظ بجثث “عشرات” العناصر الاجانب والعرب، بينهم هولنديون وفرنسيون والمان وبرازيليون.

من جهته، قال حسين الوحيشي، وهو قيادي في اللجان الشعبية المساندة للجيش لوكالة فرانس برس “ان انصارنا يشاركون في القتال ضد القاعدة جنبا الى جنب مع قوات الجيش”.

واكد الوحيشي المتواجد على الجبهة “هناك توجه رسمي لاجتثاث القاعدة من ابين وشبوة وبتوجيهات واشراف مباشر من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي”.

وكانت هذه الحملة سبقتها حملة جوية اميركية يمنية مشتركة استهدفت معاقل القاعدة في جنوب اليمن وشرقه بغارات شنتها خصوصا طائرات اميركية من دون طيار.

واكدت مصادر رسمية ان وزير الدفاع محمد ناصر احمد ورئيس جهاز الامن القومي اللواء علي الاحمدي ومسؤولين امنيين آخرين متواجدون في شبوة للاشراف على العملية.

وفي هذا السياق، اكد اللواء علي الاحمدي الاثنين من عتق، ان الحكومة عازمة على “اجتثاث مظاهر الاختلالات” في اليمن، لاسيما الانفلات الامني وانتشار تنظيم القاعدة تزامنا مع تراجع نفوذ الدولة نتيجة الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وقال الاحمدي بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان اللجنة الامنية العليا قررت هذا “التوجه الاستراتيجي الذي لا رجعة عنه إطلاقا حتى يتم عودة الأمن والاستقرار إلى البلاد بأفضل مما كانت عليه”.

واشار الاحمدي بشكل خاص الى الوضع في شمال اليمن حيث تدور معارك بين المتمردين الحوثيين الشيعة وقبائل نافذة، والى وضع تنظيم القاعدة في الجنوب.

ودعا المسؤول اليمني “المكونات الاجتماعية والقبلية والسياسية والنخب الدينية والفكرية والعلمية” في شبوة الى التعاون مع قوات الجيش والامن في تنفيذ سياسة اجتثاث القاعدة.

وكان الجيش اليمني شن في ايار/مايو 2012 حملة استمرت شهرا واسفرت عن طرد القاعدة من معاقلها الرئيسية في محافظتي ابين وشبوة، وذلك ان بعد سقطت مناطقة واسعة من المحافظتين تحت سيطرة التنظيم المتطرف.

وبالرغم من ذلك، تحصن مقاتلو التنظيم في مناطق نائية في ابين وشبوة وفي حضرموت بجنوب شرق البلاد، واستطاعوا تنفيذ عدد من العمليات الكبيرة التي استهدفت خصوصا الجيش والمرافق الحكومية، كما اغتالوا العشرات من ضباط الامن والجيش.

وتعتبر واشنطن ان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، وهو فرع القاعدة المتحصن في اليمن والذي نجم عن اندماج فرعي القاعدة في السعودية واليمن، هو الفرع الانشط للشبكة المتطرفة في العالم.

وبحسب السلطات اليمنية، فان 62 مسلحا من القاعدة على الاقل قتلوا في سلسلة من الضربات التي نفذت في اطار عملية اميركية يمنية مشتركة ضد القاعدة اطلقت في وقت سابق هذا الشهر، وذلك للحؤول دون تنفيذ التنظيم المتطرف هجمات جديدة.

واستهدفت الضربة الاكبر معسكرا للتدريب تابعا للقاعدة يوم الاحد في منطقة جبلية في محافظة ابين، على الحدود مع شبوة، ما اسفر عن 55 قتيلا بينهم ثلاثة قادة محليين في التنظيم وعدد من المقاتلين العرب والاجانب بحسب وزارة الداخلية اليمنية.

واستفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية ومن الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011 لتعزيز نفوذه في جنوب وشرق اليمن