ريف حماة، سوريا، 26 يناير، (مصطفى جمعة، أخبار الآن) –

في ظل إنقطاع مواد التدفئة من قبل النظام وخاصة عن المناطق التي خرجت عن سيطرته، ابتكر مواطن سوري مدفئة وقودها من قشور الفستق الحلبي, لتعمل هذه المدفئة على سد حاجة كثير من السوريين في محافظة حماه التي تشتهر بزراعة أشجار الفستق. مراسلنا مصطفى جمعة والتفاصيل في التقرير التالي.

سوري يبتكر مدفئة وقودها قشور الفستق الحلبي في ريف حماة 
خالد عبود – مواطن
حسين – شاب ساعد في الإختراع

قد لا تكون أولى الابتكارات والإبداعات بالثورة السورية , ولكنها أقواها , إذ أن المواطن الذي إبتكر هذه المدفئة وضع يده على الألم , فالبرد الذي يضرب بسيف قاطع ويحصد أرواح الأطفال أصبح بالنسبة للسوريين أقسى من القصف بشتى أنواع الأسلحة , نعم أنه إبتكار نوعي بإمتياز , كونه ولد في رحم الموت الحتمي , حيث صمم مبتكر هذه المدفئة التي تعمل على قشور الفستق الحلبي , على أن يضع حداً للبرد من خلالها , وبما أن معظم المزارعين يملكون بساتين الفستق الحلبي , فلن تكون هناك مشكلة بتزويد المدفئة بالوقود بطبيعة الحال التي ذكرت عن مصدره.

يقول المواطن خالد عبود: “قلب الحبة تذهب للبيع بمحلات الحلويات وغيرها بالمدينة , والقشرة هنا بدلا من أن لانستفيد منها , وبإعتبار أن النظام قطع عنا المازوت والغاز , ولم يبقى لدينا مصدر آخر للتدفئة وحتى الحطب كميته ليست وفيرة من الأشجار , فهنا الحاجة أم الإختراع , لقد قاموا بعض الأبطال من ذوي الأفكار , بإختراع هذه المدفئة التي تعمل على قشور الفستق , وهي عبارة عن بطارية بالاضافة للمدفئة إضافتاً لخزان يصب فيه قشر الفستق , وعن طريق المنجنيق , يعمل ويقوم بضخ الوقود حسب عيار الثواني.”

لم يعد الأهالي يأبهون لقطع مواد التدفئة من قبل النظام , فهم محرومون منها منذ فترة طويلة والحال كذلك , سيكون لديهم الكم الوفير من الوقود بما يكفي لنهاية الشتاء , بل وستوزع كميات لبعض العائلات التي لا تملك بساتين الفستق الحلبي , حيث أن غالبية السكان سارعوا إلى شراء هذه المدفئة والتي باتت أسعارها وسطية , لتأخذ هذه الخطوة صداً عم معظم مناطق الريف الحموي.

يقول حسين الذي ساعد في هذه الفكرة: “الحمد لله هنالك إقبال والآن الناس تقبل بشكل كبير لشرائها , أنها خطوة جيدة جداً , والدليل أنها موجود بكثرة في مناطقنا , ونحن سابقاً أهاالي مورك وكفرزيتا ومناطق الريف الشمالي , إشتهرنا بزراعة شجرة الفستق الحلبي , والآن القشور متوفرة بشكل جيد والناس تملك الفستق , والمواطنين ينعمون بالتدفئة”.

سنبقى ها هنا قابعين تحت القصف وبين الدمار , سنقاوم حتى آخر قطرة دم , سنجد الحل لأي معضلة ستواجهنا ولو إستغرقت وقتاً طويلاً ولكن سنقاوم , كلمات قالها مخترع هذه المدفئة التي وضعت حداً للموت الذي ينخر عظام الأطفال , و يأكل عمر الكهلة , وقد فعل ما قال. بأدوات بسيطة تمكن مواطن سوري من صنع هذه المدفئة التي ملأت شاغراً كان يشغل كل هاجس , حيث أنها ستدخل إلى كل بيت وستملأ زواياه بالتدفئة.