نواكشوط، موريتانيا، 25 يناير2014، (لمين عبدو، أخبار الآن) –

تمكن طفل موريتاني من سكان الأحياء المهمشة من الحصول على لقب العضو الأصغر سنا في اتحاد الفنانين التشكيليين الموريتانيين..تجربة الطفل عبد الله بدأت برسم لوحات تمثل مظاهر معاناة سكان حيه الفقير، من سكن غير لائق واختناق مروري وغيرها ، قبل أن يتمكن لاحقا من إنجاز لوحات ذات قيمة فنية كبيرة ، قصة عبد الله  في تقرير مراسلنا نواكشوط لمين عبدو..

داخل  كوخ عائلة عبد الله ذي الأربعة عشر عاما بدأت مآسي الضاحية الفقيرة تنعكس على بياض صفحات دفاتره المدرسية أثناء ممارسته للرسم الذي يقول إنه اكتشف موهبته فيه بمحض الصدفة قبل عامين.

ومنذ ذلك التاريخ و أطفال الحي يتحلقون حوله كل مساء  للحصول على نسخ من اللوحات الواقعية لمعاناة الضاحية، قبل أن يتمكن من إنجاز لوحات تتجاوز عالمه الضيق  بما فيها نسخ طبق الاصل من لوحات ذائعة الصيت لمشاهير فناني العالم.

يقول الرسام عبد الله ولد محمد : “منذ سنتين بدأ اهتمامي بالرسم وساعدني ما لقيته من تشجيع من الاهل والجيران على الاستمرار في رسم أشياء عديدة وعرضها على سكان الحي وسأواصل هذا المشوار.لكنني أطالب بأن تمنح الدولة هذا الفن احتراما أكثر …فالرسم يوسع إدراك الاطفال ويساعدهم على النجاح في الدراسة.” 

أهلت عبد الله لوحاته لأن يصبح الطفل النجم بلا منازع في الحي، فبدأت موهبته تأخذ حيزا من اهتمام الاسرة فحظي بتشجيع أخيه الأكبر الطالب الجامعي ، ووالدته التي باتت توفر له ما تقدر عليه من لوازم الرسم، في سبيل  تحقيق حلمها بأن يصقل موهبته و يصبح فنانا ذائع الصيت تجلب لوحاته المال الوفير.

تقول  زينب والدة عبد الله :” في بداية الامر كان اهتمام عبد الله المبالغ فيه بالرسم يقلقني كان منزويا دائما وكنت أخاف أن يؤثر ذلك عليه،لكن أخاه أقنعني أن الذي يدرس في الجامعة أقنعني بأهمية الرسم و شاهدت أطفالا يرسمون في التلفزيون، ومنذ ذلك الحين أصبحت أشتري له ما يحتاجه من لوزام وأتمنى أن يواصل نجاحه”.

احتضن اتحاد الفنانين التشكيليين الموريتانيين عبد الله ومنحه عضويته، فلم يبخل عليه الاعضاء الكبار بالنصح و المساعدة ، لكن التحديات الكبيرة التي يواجهها الاتحاد نفسه تجعله غير قادر على أكثر من ذلك، ما يهدد بأن تتبخر ـ مع الوقت ـ  هذه الموهبة الفذة كما اختفت مواهب كثيرة  بدخول أصحابها تحت ضغط العمر والحاجة في زحمة البحث عن لقمة العيش الهاجس الأول لساكنة الضواحي الفقيرة