ريف اللاذقية ، سوريا ، 30 ديسمبر،  خاص أخبار الآن –

من ريف اللاذقية المحرر ‎تستمر عبثاً منذ أولى أيامات الثورة خصوصاً، محاولات النظام السوري للإيحاء بأنه حامي الجميع من خطر اخترعه بذاته. خطر التركيبة المجتمعية، رغم أن هذه التركيبة قد تكون من أجمل خصائص فسيفساء المجتمع السوري المتعايش والمتراص تاريخياً منذ مئات مئات السنين من ريف اللاذقية المحرر وبينما الجيش الحر يحمي الكنائس .

‎أبو موسى وزوجته سوريان مسيحيان مسنان يعيشان مع إخوتهم من باقي الأديان بكل محبة ويرفضان مزاعم التفرقة, ويأبيان المغادرة . ‎الطائفية لعبة النظام الأولى وسلاحه الذي استخدمه على مدى سنين الثورة الماضية .. اللعبة التي أجادها في الكثير من الأحيان وفشل فيها بالكثير من الأحيان الأخرى مصطدما بواقع المجتمع السوري المتعايش تاريخيا على اختلاف انتمائاته الدينية والإثنية. 

‎أبو موسى المسيحي الكهل الذي بنى بيته حجراً حجراً .. يرفض النزوح للاذقية و ترك بلدته الواقعة بريف اللاذقية المحرر، يقول المراسل: “أنت بتخاف هلق تبقى عايش بالبلدة”، يقول أبو موسى: “لا نحنا ما بنخاف … مسيحنا قال لا تخف أيها القطيع الصغير”، يقول المراسل: “كيف علاقتك مع الشباب الثوار يلي هون”، يجيب أبو موسى:”نحن أباً عن جد هون نحنا مانا جديد حتى نقلق  كيف علاقتنا .. أباً عن جدَ نحن أصحاب و أصدقاء بصير عرس عندهم بيعزمونا بصير عرس عنا بنعزمهم عايشين بألف نعمة … نحن صار في هون أزمة خبز لا طحين في و لا شي و جيرانا مسلمين بنت من هنيك اسمها لمياء بعتتلنا اربعة كيليات خبز”.

وتقول أم موسى: “ليك عنا جيران كويسين كتير اي كتير كويسين ما بخلو شي ينقصنا ابدا”. يقول المراسل: “هلق في مشكلة مي وكهربا كيف عم تزبطي أمورك، ترد أم موسى: “بعين الله يا ابني متلنا متلهم”.‎

من جانب آخر فقد قام الجيش الحر بحماية الكنائس من السارقين والناهبين وحفاظا على إرث التعايش التاريخي الذي يحاول نظام الأسد يوما بعد يوم صدعه و إحداث جروح فيه قد لا تندمل. 

‎يقول أسامة أحد مقاتلي الجيش الحر: “النظام اخترع موضوع الأقليات حتى يكون حجة و ورقة بالأخير ليلعب فيا”.

‎تستمر محاولات الثورة السورية بإنشاء وطن للجميع وطنٍ تكون الكلمة الاولى فيه للمواطن على اختلاف انتمائه الديني، يقول أبو موسى: “معقول نعيد و ما في الا عما يموت ستين سبعين مية أو مية و خمسين بنسمع بالأخبار هيك .. أنا بتسمع ع إذاعة لندن ما عندي غير الراديو بتسمع عليه مات كذا و كذا”، ويضيف: “افرحوا مع الفارحين وابكوا مع الباكين”.