دمشق، سوريا، 20 نوفمبر، (جابر المر، أخبار الآن) –

يأتي الشتاء على دمشق وريفها مبكرا دون أن يجد أبناؤها ما يدفئون أنفسهم به، فغلاء الأسعار في دمشق يشمل الثياب أيضا في الوقت الذي يحتاج المهجرون إليها ما يصد البرد عنهم وقد خرج معظمهم من منازلهم بثياب الصيف فقط.

أسعار الثياب الجديدة في المدينة:

على الرغم من ضيق خيارات التجار في أسواق مدينة دمشق بعد أن كانت تأتيهم البضائع من حلب أو من تركيا بالدرجة الأولى إلا أن الثياب تملأ محالهم من مصادر أخرى لكن أسعارها باتت تقارب الخيال فالبنطال الذي كان يباع في السابق ب 1200 ل.س بات سعره اليوم ما يقارب ال 4000 ل.س، والقميص الذي كان سعره قرابة ال 1000ل.س أصبح اليوم يقدر ب 3000 ل.س أي أنك تحتاج لما يقارب ال 7000 ل.س لشراء لباس شتوي. أبو هاني صاحب أحد المحلات في سوق الصالحية يقول: “نحنا متأثرين بغلا التياب أكتر من الزبون، لأنو العالم صارت تشتري بالة، مع إنو المشكلة مو من عنا، يوم بيغلا الدولار، ويوم ما بتوصلنا البضاعة، ونحنا العلقانين مع الزباين”

دمار الأسواق الشعبية

في الأعوام الماضية اعتمد سكان المدينة على أسواقها الشعبية المتواجدة في أطراف المدينة، كسوق شارع لوبية في مخيم اليرموك، وسوق قدسيا، وأسواق كثيرة هي اليوم إما محاصرة يمنع دخول الطعام قبل اللباس إليها، أو أنها باتت مدمرة بالكامل كما هو حال كل مخيم اليرموك اليوم، هذه الأسواق التي كانت تعج بالدمشقيين من الطبقة المتوسطة الدخل حتى لو لم يكونوا من سكان هذه المناطق نفسها إلا أن أسعارها كانت تناسب الجميع ولم تعد موجودة اليوم أبدا، حتى أن معظم العاملين في هذه المحلات غيروا مهنتهم لتتناسب مع وضع نزوحهم الحالي يقول سعيد: “كنت مستأجر محل بشارع لوبية باليرموك، راح المحل وراحت البضاعة، ويا خوفي يروح اليرموك وراهم”

الثياب المستعملة حل للريف والمدينة

سوق (البالة) في منطقة الإطفائية بدمشق والذي تستطيع أن تأخذ لباس شتوي كامل منها بسعر أقل من نصف سعر الثياب الجديدة بات يعج اليوم بالزبائن أكثر من أسواق الحمرا والصالحية، حيث يؤمن لزبائنه حاجاتهم بما يتناسب وقدرتهم المالية، خصوصا وأن موسم شراء الثياب الشتوية يأتي مع موسم المدارس، وموسم شراء الوقود للتدفئة استعدادا للشتاء، ما يجعل الأعباء أكبر من أن يتحملها المواطن السوري مهما كان دخله الشهري، وفي ريف المدينة مازالت محلات الثياب المستعملة تعمل بشكل أكبر بكثير من محلات الثياب الجديدة لسهولة تهريب (البالة) للريف اكثر من تهريب الجديد، أم فضل تقول: ” عندي سبع ولاد ، وتيابنا الشتوية كلها ضلت بداريا، مستحيل إقدر إشتريلهم تياب جديدة، عمندور بالبالة وبضاعتها ما شالله عنها، وعقد مصرياتنا”.
هجم الشتاء على دمشق فزاد أعباءها أعباء، وما زال السوريين يجدون الحلول لكل مشاكلهم منتظرين غدا أجمل وأكثر دفئا يقيهم شر البرد والموت والتهجير.