أخبار الآن | مصر (اليوم السابع)

سمنة الأطفال من المشكلات الشائعة التى يكافح من أجلها الأطباء ومنظمات الصحة العالمية حول العالم، نظرًا للخطر الكبير الذى يهدد حياتهم، حيث يصيبهم بخطر السكري فى أعمار مبكرة بالإضافة إلى أمراض القلب والكبد والسرطان.

أقرأ أيضا:  سمنة الاطفال.. اضررارها وكيفية علاجها!
 
ومن آخر الطرق التى يتبعها العالم للحد من خطر سمنة الأطفال، قيام المدارس البريطانية بحظر تداول التلاميذ للحلوى وقطع الكعك خلال يومهم الدراسى، وفى مصر قامت مجموعة من المدارس بمبادرات فردية لحظر تداول البطاطس المحفوظة والمشروبات الغازية أملاً فى تطبيق ذلك فى كل المدارس لحماية أطفالنا الأمراض.
 
وقبل وضع خطط محاربة سمنة الأطفال علينا الكشف أولاً عن أسباب سمنة الأطفال خاصة لمن هم أقل من 3 سنوات، فما زالت الأم خلال هذه المرحلة هى المتحكمة فى النظام الغذائى لطفلها، ومن أسباب سمنة الأطفال اكتشف مجموعة من الباحثين أن أطفال الأمهات العاملات أكثر عرضة للإصابة بالسمنة نظرًا لاعتمادهن على وجبات الأطفال "جانك فود" وقلة النوم بسبب عمل المرأة ساعات طويلة من اليوم وعدم قدرتها على القيام بكل مهامها المنزلية ومراقبة النظام الغذائى لأطفالها.

أقرأ أيضا: فواكه لها مفعول سحري في انزال الوزن

وقد كشف خبراء التغذية عن أن زيادة الملح فى الطعام للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 4 إلى 7 سنوات يؤدى لتراكم الدهون فى منطقة البطن العلوية وهو ما يعرضهم لخطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى، ونصحوا بأهمية عدم إدخال الملح فى الطعام الذى يحضر فى المنزل فهو متوافر فى الخبز والجبن والخضراوات المحفوظة.
 
وكشفت الأبحاث والدراسات أيضًا عن وجود طرق تربية اجتماعية ينتج عنها سمنة للأطفال منها ترك الأطفال أمام التليفزيون فترة طويلة وهو ما يقلل حركتهم ويؤدى لتراكم الدهون فى كل أجزاء الجسم بالإضافة إلى مشاهدة إعلانات الوجبات الجاهزة والمطاعم والحلويات يزيد من درجة تعلقهم بها ما يؤدى إلى المطالبة بتناولها بكثرة سواء بإحضار الأهل له هذه الوجبات غير الصحية أو بشرائه هو لها عند ذهابه للنادى أو المدرسة.
 
وفى هذا السياق قال الدكتور محمد أبو الغيط سكرتير الجمعية المصرية لدراسة السمنة والأستاذ بكلية طب قصر العينى: "انتقلت خلال الأربعين عام الماضيين آفة تناول الطعام غير الصحى للأطفال ما أدى إلى ارتفاع نسبة سمنة الأطفال ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم، حيث سجلت سمنة الأطفال نسبة تبدأ من 7% إلى 14% وهى نسبة كبيرة وتؤدى لمشكلة كبيرة تؤدى بهم إلى الأمراض الخطيرة فى سن صغير".
 
وتابع: "يعانى العالم بما فيها مصر من هذه المشكلة، ولكن على مدار الـ40 عاما الماضيين قامت الدول الأوروبية بدراسة أسباب سمنة الأطفال التى كانت تزيد بنسبة 1.5% كل عام، ووضعت خطة لمواجهتها ولكن مصر ما زالت تقوم بمبادرات فردية تحاول من خلالها السيطرة على سمنة الأطفال".
 
وأضاف: "وعن العلاجات التى استخدمها بعض الدول الأوروبية فى مواجهة خطر سمنة الأطفال هى..
 
1. دراسة قام بها مجموعة من الباحثين حول مراحل العمرية المختلفة للطفل بداية من وجودة جنين فى رحم الأم وما بعد الولادة، واكتشفوا خلالها أن زيادة وزن الأم قبل وأثناء الحمل أكثر من 12 كيلو سيكون هناك احتمال أن يكون الطفل فى المستقبل يعانى من السمنة، لذلك وقع اهتمامهم فى البداية على تغذية الأم الحامل بطريقة سليمة منعا لزيادة وزنها.
 
2. وبعد الحمل وجد الأطباء أن الرضاعة الطبيعية بمدة 6 أشهر بدون إدخال أى طعام بجانبها تقلل من احتمالية السمنة لدى الأطفال.
 
3. انتقلت الدراسة إلى مرحلة ما بعد الرضاعة وعند إدخال الطعام إليه يتم بدون ملح وسكر على الطعام.
 
وأشار الدكتور "أبو الغيط" إلى أن الدول الأوروبية بدأت فى معالجة ثقافة الأب والأم لتتمكن من السيطرة على مشكلة سمنة الأطفال عن طريق تعريفهم بأهمية الوزن المثالى لهم ولأبنائهم للتصدى للأمراض، وبالقانون أجبروا محلات الأطعمة الجاهزة على تقليل حجم وجباتهم فإذا طلبت مقاس L يأتى لك مقاس S وللأطفال ممنوع نهائيًا تقديم المشروبات الغازية ويتم استبدالها بالعصائر الطبيعية بدون سكر.
 
ونصح الدكتور "أبو الغيط" بإمكانية تطبيق هذه الخطوات فى مصر فهى ليست بالأمر الصعب، وسنحتاج فى البداية إلى تغيير اعتقادنا فى مصر حيث لم يعد إنقاص الوزن رفاهية يقوم بها المقتدر ماليًا فقط ولكنه علاج ضرورى للجميع للمحافظة على الصحة لحمايتنا من العديد من الأمراض الأخرى التى يزداد انتشارها حاليًا مثل السكر والسرطان وأمراض الكلى والكبد والقلب.

أقرأ أيضا: الألياف الغذائية تحارب الجوع وتقلل خطر الاصابة بالسمنة