أخبار الآن | بغداد – العراق – (أحمد قرقش)

ارتفعت حالات الإصابة بالكوليرا في العراق إلى 159 حالة، في أحدث إحصاء، بعد أن تم تسجيل 8 حالات وفاة جراء المرض.

هذا ودفع انتشار المرض في العراق السلطات إلى اتخاذ إجراءات لاحتواء تفشي المرض، ودعا نواب في البرلمان إلى إعلان حالة الطوارئ.

بعد إنتشاره في يوليو العام الماضي بعدد من المحافظات العراقية عاد مرض الكوليرا ليحصد المزيد من الارواح في بلد تمزقه ويلات الازمة التي تعصف به من جهة والفساد الاداري من جهة اخرى.

الكوليرا من أمراض الإسهال الحادة الناجمة عن تناول أطعمة أو مياه ملوثة بجرثومة "فيبريو كوليراي" ومن الممكن  أن يفتك المرض بالأرواح في ظرف ساعات.

ينتقل المرض بسهولة في المناطق المحرومة من البنى التحتية الأساسية كالمياه النظيفة والمراحيض وتجهيزات الصرف الصحي / والجدير بالذكر ان هناك الكثير من احياء المدن العراقية بلا شبكات صرف صحي، كما أنها تفتقر إلى محطات تحلية المياه.

عوامل بيئية عديدة أدت الى ظهور الكوليرا في العراق من بينها انخفاض منسوب نهر الفرات الذي أدى إلى بعض الترسبات بحسب ما اعلنت وزارة الصحة العراقية.

حيث ادى المرض الى تسجيل ثماني حالات وفاة واكثر من 159 إصابة مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات لاحتواء تفشي المرض، فيما دعا نواب في البرلمان إلى إعلان حالة الطوارئ.

وبحسب وزارة الصحة فان اغلبية الاصابات تركزت في قضاء ابو غريب الذي سجلت فيه 36 اصابه أما الإصابات الأخرى فهي في محافظة النجف والديوانية جنوب العراق.

من جهته أشار محافظ بغداد علي التميمي إلى التنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" لتوزيع مياه نقية على سكان المنطقة، بهدف احتواء انتشار المرض. 

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية بالنيابة ألطاف موساني،  إن الإصابات مازالت مقتصرة على عدد محدود من المحافظات"، مبينا أن "الحاجة تتزايد إلى تكثيف أنشطة التثقيف الصحي، ليس فقط داخل المجتمعات المحلية في المحافظات، ولكن أيضا في مواقع إقامة الفئات السكانية المعرضة لخطر الإصابة مثل النازحين الداخلين.

 تصاعد معدلات الاصابة بالكوليرا دفع الحكومة العراقية الى اتخاذ سلسلة اجراءات عاجلة اذ شكل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لجنة عليا تترأسها وزيرة الصحة العراقية وخلية إدارة أزمات مدنية من أجل العمل على منع انتقال مرض الكوليرا إلى مناطق اخرى في البلاد.

يلقي تحدي مرض الكوليرا على حكومة حيدر العبادي اعباء ثقيلة تضعها في امتحان جديد لتهدئة مخاوف العراقيين وخصوصا النازحين هربا من المعارك مع داعش والذين تتفاقم معاناتهم اليومية في مخيمات النزوح التي تعيش ظروف سيئة تفتقر لابسط متطلبات الحياة في مقدمتها مياه الشرب الملوثة التي بدأت تفتك بهم.