أخبار الأن | طرابلس _ لبنان ( أحمد القصير )  

هنادي إمرأة سورية لاجئة في لبنان نجحت هذه المرأة أن تجعل من منزلها معرضا لمنتجات فنية، صنعت منتجاتها من مواد مستهلك، تأمل هنادي أن يعود عليها هذا الأمر بالمال ليخفف عليها أعباء اللجوء

في هذا المنزل الصغير تعيش هنادي لاجئة سورية في شمال لبنان، هي إم لأربعة أولاد فقدت إثنان من أبنائها في مجزرة الساعة في حمص لتعود وتلتقي بهم بعد عامين

"أتيت إلى لبنان منذ أربع سنوات، في رحلة لجوء طويلة حيث أنني  قد نزحت أولاً من جورة الشياح في حمص بعد مجزرة الساعه التي أضعت فيها اولادي الاثنين الكبار فذهبت إلى شمال سوريا و بقيت هناك فترة من الزمن ومن بعدها انتقلت إلى تدمر التي ظللت فيها حتى نهاية العام ٢٠١٣، حينها بدأ النظام السوري بملاحقتي فدخلت إلى لبنان ككل اللاجئين إلى أن وصلت إلى هنا بعد رحلة طويلة و شاقة مع اطفالي الاربعة" .

تعيش هذه المرأة ظروفاً إقتصادية صعبة إذ باتت المعيل الوحيد لعائلتها، بحثت كثيراً عن عمل دون جدوى فما كان منها إلا أن بدأت بإعادة تدوير بقايا الإستهلاك اليومي من ورق وكرتون وبلاستيك وتحويلها لمنتجات فنية.

هذه المرأة تبلغ من العمر ثمانية وثلاثون عاماً خضعت لدورة تدريب في مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بدأت بعد ذلك بتطبيق إعادة تدوير مواد مستهلكة منطلقة من فكرة " نحن من لاشيئ نستطيع عمل أي شيء "

"بدأت فور وصولي بالبحث عن عمل يعيلُني ويعيل أطفالي ويمنعني عن سؤال الناس، إلى أن رأيت اعلان عن دورة من قبل المفوضية لإعادة تدوير الاشياء و الصناعات اليدوية. وبالفعل لقد تعلمت هذه الحرفة وأتقنتها. فشاركت في معرض في منطقة سير و الآن أنا مدعوة لأعرض أعمالي في معرض أخر في طرابلس. كما أنني أتمنى أن أبدأ ببيع بعض القطع لكي أستطيع أن اتابع عملي لأنني دائماً أحتاج إلى أدوات ولا استطيع أن أقوم بشرائها بشكل مستمر وذلك نتيجة سوء الأوضاع المادية كما  أتمنى أيضاً أن أقوم بتعليم الفتيات السوريات هذا العمل لأن المرأة السورية مبدعة في كل المجالات".

نجحت هنادي في تقديم أعمالها في معرض صغير أقيم في منطقة سير بدعوة من البلدية وبعض الأصدقاء اللبنانيين، لكنها تـأمل أن يعود العمل عليها ببعض المال كي تتمكن من إعانة عائلتها.

فاطمة طرشو هي إحدى المتطوعات في منظمة "مرسي كور"، تقول إن هنادي صنفت في لبنان من بين أفضل عشر نساء سوريات بين اللاجئيين.

من لاشيء نصنع كل شيء كانت كفيلة أن تنسي هذه المرأة متاعب اللجوء وتحول معاناته إلى قصة فنية بأدوات مستهلكة، تصر هنادي أن المرأة السورية بإمكانها التغلب على ظروف اللجوء الصعبة للبقاء على قيد الحياة والتمسك بأمل العودة إلى سوريا قريباً.

المزيد:

"قوة الكلمات".. عامل نظافة يؤسس مكتبة من الكتب الملقاة في النفايات

جزيرة خالية من البشر لكنها تحتوي أكبر كثافة للنفايات على مستوى العالم