أخبار الآن | الشارقة – الامارات العربية المتحدة (نورا آغا)

نظمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة، الذي يصادف الثاني من فبراير من كل عام، وذلك في مركز واسط للأراضي الرطبة، تحت شعار "الأراضي الرطبة للحد من خطر الكوارث"، وبمشاركة كل من مدرستي الأندلس للتعليم الأساسي والمنار النموذجية للتعليم الأساسي.

واستهدفت الفعالية زوار مركز واسط للأراضي الرطبة، وطلبة المدارس والجامعات، والجهات المتخصصة في المجال البيئي بإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث هدفت إلى رفع الوعي والفهم بأهمية المحافظة على الأراضي الرطبة، وحمايتها من التلوث البيئي ومخاطر الجفاف، إلى جانب توعية المجتمع بأهمية الأراضي الرطبة بالنسبة للظروف المناخية والطيور والكائنات الحية.

وتتضمن الاحتفال إقامة مجموعة من ورش العمل الخاصة، من بينها ورشة زراعة نباتات الأراضي الرطبة "القصب"، وورشة "اصنع أرضاً رطبة"، وورشة نبات البوط، وورشة استكشاف أتربة البحيرات بالمجهر، وورشة "الأراضي الرطبة للحد من تسرب الزيوت"، وورشة "الأراضي الرطبة للحد من الفياضانات". 

وعلى هامش الاحتفال، أقام قسم البحث العلمي والتثقيف البيئي بمركز واسط للأراضي الرطبة، معرضاً مصاحباً لشرح كيفية تكون الأراضي الرطبة من أول قطرة مطر، وطبيعة التنوع البيولوجي لمحتويات بحيرات الأراضي الرطبة في محمية واسط، كما قام المشاركون في الاحتفال بمجموعة من الجولات الخارجية التعريفية بالأراضي الرطبة. 

وأكدت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن توجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعمه الدائم للبيئة، أسهمت في المحافظة على الأراضي الرطبة في إمارة الشارقة، ووفرت الحماية لأنواع مختلفة من الطيور المهددة بالانقراض. مشيرة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة، من شأنه نشر الوعي حول أهمية الأراضي الرطبة في الحد من أخطار التلوث البيئي وتعزيز التنوع البيولوجي للكائنات الحية التي تعيش في هذه الأراضي.  

وقالت السويدي: "تعد الأراضي الرطبة من أهم مقومات التوازن البيئي، كونها تمثل المحمية الحاضنة للحياة الفطرية التي تعد نظاماً حيوياً للمحافظة على الكائنات، ولضمان هذا التوازن، فقد عملنا في إمارة الشارقة على إنشاء محمية واسط للأراضي الرطبة، التي تم إعلانها كمحمية طبيعية عام 2007، بموجب المرسوم الأميري الصادر عن صاحب السمو حاكم الشارقة، لما تمثله من أهمية في تطوير السياحة البيئية، لكونها واحدة من المناطق الغنية بالميزات الطبيعية سواءً من ناحية الوصف الجيولوجي والطقس، أو من ناحية التربة والغطاء النباتي والتنوع الحيواني". 

من ناحيتها، قالت عائشة المدفع، مسؤول مركز واسط للأراضي الرطبة، إن محمية واسط للأراضي الرطبة، باتت تعتبر واحدة من الملاجئ المهمة التي تتخذ منها الطيور المقيمة والمهاجرة مسكناً لها، فضلاً عن كونها مقصداً سياحياً لمحبي مشاهدة الطبيعة ومناظرها وتنوع كائناتها الحية. وأضافت: "محمية واسط للأراضي الرطبة، تعتبر رئة الشارقة الحيوية، لما تتميز به من غطاء نباتي، يعمل على تنقية الهواء من الغازات الضارة، وبالتالي زيادة نسبة الاكسجين والحد من الاحتباس الحراري". 

ودعت المدفع بمناسبة هذا الاحتفال، كافة أفراد المجتمع إلى ضرورة المحافظة على المحميات الطبيعية والبيئة وعدم تلويثها، بحيث تبقى ملاذاً آمناً لمختلف أنواع الكائنات الحية، كما دعت إلى ضرورة تكثيف العمل على تعزيز الثقافة البيئية لدى الأجيال المقبلة، من أجل المحافظة على إنجازات إمارة الشارقة في هذا الصدد، خصوصاً في ظل سعي الإمارة والدولة إلى تعزيز مكانتهما في حماية التنوع الحيوي وإثراء الحياة الطبيعية.

وتبلغ المساحة الاجمالية لمحمية واسط للأراضي الرطبة الواقعة في منطقة الرمثاء بالقرب من ضاحية واسط في إمارة الشارقة، نحو 86 كيلو متراً مربعاً، وتتميز بتنوعها البيئي بين الكثبان الرملية الساحلية والتكلسات المِلحية التي تربط بين البرك والبحيرة الكبيرة المفتوحة، وتضم انواعا مختلفة من الطيور، إلى جانب التنوع الكبير في أنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات، حيث اكتشفت فيها نوعيات نادرة من الحشرات، وتم تسجيل وجودها لأول مرة في دولة الإمارات.

وجاء تأسيس المحمية بهدف تعزيز الدور الضخم الذي تلعبه الشارقة في تحسين الظروف البيئية والمحافظة على استدامة الحياة الطبيعية فيها للأجيال القادمة لتشكل بذلك جزءاً مهماً من المنظومة السياحية البيئية في الإمارة.

يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة، قد بدأ في عام 1997، بهدف المساعدة في رفع مستوى الوعي العام حول أهمية الأراضي الرطبة لبقاء الإنسان، حيث تقدم خدمات عدة من بينها التنوع البيولوجي، والسيطرة على الفيضانات، وتغذية المياه الجوفية، والتخفيف من آثار تغيّر المناخ، خاصة وأن أنواعاً لا تحصى من الحيوانات والنباتات تعتمد على الأراضي الرطبة من أجل البقاء. 

من جهة أخرى، تنظم الهيئة يوم الأحد المقبل، في منتزه الصحراء "الحديقة الإسلامية"، احتفالاً آخر بمناسبة "يوم البيئة الوطني"، ويشارك فيه كل من متحف التاريخ الطبيعي والنباتي، ومركز حيوانات شبه الجزيرة العربية، ومزرعة الأطفال، والحديقة الإسلامية، ومركز واسط للأراضي الرطبة، ومركز كلباء للطيور الجارحة، ومركز الحفية لصون البيئة الجبلية، وإدارة الاتصال وخدمة المجتمع في الهيئة، بالاضافة إلى مكتب الهيئة – فرع المنطقة الشرقية.
 
وتسعى الهيئة من خلال هذا الحفل الذي يستهدف موظفيها وطلبة المدارس وزوار منتزه الصحراء، إلى إبراز الاهتمام والرعاية الدائمة التي توليها قيادتنا الرشيدة للعمل البيئي، وتسليط الضوء على مساهمة الممارسات المستدامة، وترشيد استهلاك الموارد، إلى جانب رفع مستوى الوعي بأهمية البيئة وقضاياها، وتعزيز السلوك الإيجابي لدى الأفراد عبر الالتزام بحماية البيئة. 

ويتضمن الحفل مجموعة من الفعاليات والفقرات وورش العمل التي تتضمن عرضاً لإنتاج الوقود الحيوي، ومعرضاً حول إعادة التدوير، وعرضاً عن الحملة الجبلية التي تنظمها الهيئة، ومعرض عن مبادرة شجرة الغاف، إلى جانب ذلك سيشهد الحفل الكشف عن طاولة الموظف البيئي وأدوات أخرى تم صنعها من إعادة التدوير.

اقرأ أيضا: 

دبي تدعو لخلوة وطنية تناقش استراتيجية واستدامة عام الخير
 

في عام الخير…القافلة الوردية تطلق مسيرتها السابعة لدععم جهود العمل التطوعي