أخبار الآن| الرباط – المغرب (رويترز)

يتحدى مطعم يديره فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة في العاصمة المغربية الرباط المفاهيم السائدة بشأن عجز هؤلاء الناس وصعوبة اندماجهم في المجتمع.

ويوفر المطعم للشبان والفتيات العاملين فيه تدريبا مهنيا صارما على كل الأعمال في المطعم بدءا من المطبخ وحتى تقديم الطعام وخدمة الضيوف على الطاولات.

وتمكن المركز من دمج 15 شابا في أعمال عادية بالمجتمع.

ويفتح المطعم أبوابه ثلاثة أيام في الأسبوع هي الثلاثاء والخميس والجمعة.

 ويهدف المطعم الذي أسسته جمعية (آباء وأصدقاء الأشخاص المعاقين ذهنيا) إلى زيادة ثقة هؤلاء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في أنفسهم ودمجهم أكثر في المجتمع اجتماعيا ومهنيا.

ويعمل طاقم المطعم في كل شيء داخله حيث يرحبون بالضيوف ويحضرون الموائد ويقدمون الطعام الذي يحضره طهاة منهم أيضا.

ومن هؤلاء شاب يدعى عمرو العروصي (28 عاما) يعمل نادلا في المطعم.

وقال العروصي لتلفزيون رويترز "تعلمت كيف ألبي طلب الزبائن، وتعلمت كيفية تعاملي معهم. لأنني من قبل هذا كنت لا أقدر على ذلك لأنني خجول، أما الآن فالحمد لله. عندما افتُتح هذا المطعم تعلمت كيف أتكلم مع الناس. هذه خطوة كبيرة وأرغب أن أتقدم أكثر فأكثر".

وكان المطعم عبارة عن مقصف تابع للمركز المهني والاجتماعي للأشخاص المعاقين ذهنيا يقدم في البداية نحو 100 وجبة يوميا للشباب. وقررت الإدارة آنذاك أن تفتحه للجمهور كمطعم عام بما يسمح لطاقم العاملين فيه بالاختلاط بالناس والتعامل معهم، كما أنها أرادت تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس للمعاقين ذهنيا.

وقالت عائشة القاسمي المسؤولة عن المطعم "عندما افتتحنا هذا المطعم أسسنا ورشة أخرى هي ورشة الخدمة داخل المطعم. بدأنا بتعليمهم أولا الاعتناء بهندامهم لأن لدينا لباس موحد. على النادل أن يعتني أولا بهندامه وكيفية استقبال الزبون وكيفية ترتيب الطاولة وكيفية تلبية الطلبيات وكيفية تقديم الصحن. علمناهم كل شيء، علمناهم المهنة بطريقة محترفة".

وقالت زبونة منتظمة للمطعم تدعى نجاح التمسماني "عندما زرنا هذا المطعم فؤجئنا عند رؤيتنا للشبان والشابات وكيفية تعاملهم مع الزبائن. نرى أن لديهم قدرات وكفاءات، يمكن القول كفاءات، وهم يعملون عملا جميل جدا".

وأسست السيدة أمينة المسفر جمعية هدف عام 1997 بعد أن بلغ عمر ابنتها لبنى المعاقة ذهنيا 21 عاما. وتعين على لبنى عندئذ مغادرة مركز المعاقين ذهنيا وأن تتولى رعاية نفسها. وسعت السيدة لتقديم دعم نفسي وتعليمي للشباب المعاقين ذهنيا الذين غالبا ما يكونوا منبوذين من جانب المجتمع.

وقالت أمينة المسفر رئيسة جمعية هدف "فكرنا في فتح هذا المطعم للعامة لينفتح أعضاء الجمعية على العالم الخارجي وكذلك لكي يتذوق الزبائن أطباقا شهية من إعداد شبان وشابات لم يبخلوا بحبهم لعملهم وأعطوا كل ما يملكون لأنهم أشخاص لا يعرفون الغش أو الكذب كما أنهم أناس لا يخوضون في مشكلات".

وترعى جمعية هدف حاليا 85 شخصا من ذوي الإعاقة الذهنية أعمارهم 17 عاما فأكثر، وتتلقى الجمعية دعما من الحكومة وتبرعات أخرى.

وتُقدر تكلفة الشاب في الجمعية 1600 درهم مغربي (نحو 160 دولارا) شهريا في المركز المهني والاجتماعي للأشخاص المعاقين ذهنيا. ومن لا يستطيعون تحمل تلك التكلفة يتلقون منحة حكومية تغطي 75 في المئة من تلك الرسوم بينما تغطي جمعية هدف الباقي.

 

اقرأ أيضا:
"ماما حاجة".. طبيبة مغربية تتطوع لعلاج المهاجرين

سحب أغذية أطفال على مستوى دولي لإحتوائها على السالمونيلا