أخبار الآن | لندن – (البيان)

انطلاقاً من رؤية المعمارية العراقية العالمية زها حديد التي رحلت عن عالمنا، أخيراً، وتأكيداً على بقائها بالروح الإبداعية، أقام أسبوع الموضة "فاشن ويك" في لندن معرض "المسيرة الاستثنائية" مستلهماً من نهج حديد التجريبي الاستعراضي الفريد، ومكرماً لعناقها عوالم الموضة وتصميم المجوهرات وقطع الأثاث بالحماسة المتأججة ذاتها وروح الابتكار التي وقعت بها مختلف أعمالها.

أقرأ أيضا: افتتاح معرض "الأناقة والفخامة – آرت كوتير" في متحف الكريملين

بصمة خلاقة
وقد عرفت حديد بحسّها اللصيق بشخصها في عالم الأزياء، واشتهرت الأعمال الهندسية التي حملت رؤيتها المعمارية بالضخامة والارتفاع، لتؤكد أن بصمتها الخلاقة تطبع مختلف ابتكاراتها، وهي القائلة "من حيث الشكل تثير مشاريعنا كافةً سواء في العمارة أو الأزياء والمفروشات اهتمامي بالقدر عينه".

ومن هذا المنطلق يبحث 9 مصممي أزياء في معرض "المسيرة الاستثنائية" الذي افتتح أعماله بالقرب من منصات عرض أعمال المصممين بغاليري "ميزون مي نو" بسوهو اللندنية، كيفية تأثر الموضة والتصاميم بالتقنيات والروافد الجديدة.

وانبثقت فكرة المعرض من محادثات بين حديد وشريكها في "زها حديد لأعمال الهندسة" باتريك شوماخر من جهة ومعرض"ميزون مي نو" كانت قد بدأت قبل أشهر قليلة من رحيلها. وأشارت لو ستوبارد القيّمة على المعرض إلى أن اختيار المصممين جاء مبنياً إما على العلاقة التي كانت تجمعهم بحديد، أو لما يتمتعون به من جانب ابتكاري في عالم تصميم الأزياء، في هذا الإطار:

أقرأ أيضا:أزياء من مختلف البلدان في عرض كافالي بأسبوع ميلانو للموضة

"لقد كنت مهتمة بالعمل مع مصممين لا يندرجون ضمن فئة صانعي الموضة المستقبلية. وكنت أرغب برؤية أفكار ومقترحات وتصورات. إنها مسألة تأملية بالكامل، فلا أحد يملك أدنى فكرة فعلياً عما قد نرتديه في المستقبل".

المسيرة الاستثنائية

وقد أفضت نتائج التخيلات إلى باقة غريبة ومتنوعة، يعكسها معرض "المسيرة الاستثنائية"، حيث تحدث بعض المصممين عن العملية وتأثير حديد وخفايا قد يحملها عالم تصميم الأزياء مستقبلاً، وقال باتريك شوماخر إنه صمم من أجل المعرض بدلة من ثلاث قطع، مستخدماً مادة المطاط الصناعي والتشبيك سعياً إلى المرونة والراحة، مشيراً إلى أن الطريقة التي اعتمدت في تركيب وخياطة البدلة ابتعدت عن التقليد.

وأشارت كريستينا كوزوما المشاركة في المعرض إلى أنها أدخلت قضباناً حديدية واضحة في نسيج السترة والسروال لتنشئ شكلاً منظماً، وأكدت أنها استعانت بمهندس.

ولم تلجأ إلى عملية القص، حيث الملابس من صنع برنامج حاسوبي، في خطوة لا تزال محدودة في عالم الأزياء وأكثر استخداماً في الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتشكل ترجمةً لعالم العمارة في مجال الأزياء. أما عن الأشكال وانسيابية الخطوط فهي تظهر مدى تأثر أعمال كريستينا بزها.

توازن

ورأت المصممة إيريس فان هيربين أنها حافظت من خلال فستانها، الذي يتغير باختلاف زاوية النظر إليه وحسب حركة الجسم، أنها حافظت على التوازن الجميل الذي تتمتع به أعمال زها، التوازن القائم على العضوية والنظرة المستقبلية.

أقرأ  أيضا: ملامح أزياء العصر الفيكتوري أهم سمات مجموعة بربيري في أسبوع لندن للموضة

وجسدت قطعة فويبي إنغليش خوفها من المستقبل فجاءت على شكل قوقعة آمنة، وهي التي لطالما أثارت الأشكال والتصاميم في أعمال زها حديد إعجابها، وقالت إن هناك شيئاً ما في ذاك الخط الانسيابي يشعرني بجمالية أنثوية طاغية، تترك أثرها العميق في نفسي. يبدو أي تصميم مستقبلي، بتصور الناس، قاسي الملامح مصقول المعالم، تقني النزعة. وقد رغبت بابتكار شيء برؤية مختلفة.

تقارب

أشار المصمم ستيفن جونز إلى أن زها حديد كانت إحدى عميلاته، وأنه شعر بتقارب أسلوبيهما، حيث كانت هي تضع أشكالاً مرتبطة بالناس، فيما يطبق كصانع قبعات توضع على الرؤوس. وقال إنها أعطته مرةً رسماً استخدمته كأحد عناصر بناء مطعم في سابورو، وشكل مصدر إلهامه للمعرض.