أخبار الآن | بيروت – لبنان (رويترز)

يقدم مهرجان لبنان الوطني للمسرح عروضا مجانية لعُشاق المسرح في مبادرة تجمع مسرحيين محليين تحت مظلة واحدة وتخلق نوعا ما من المنافسة فيما بينهم.

ويتيح المهرجان، الذي يستمر أسبوعا، فرصة لسكان بيروت لمشاهدة ثماني مسرحيات مجانا. وباستثناء مسرحية ختام المهرجان، تتنافس المسرحيات السبع الأخرى على جوائز مختلفة بينها أفضل أداء وأفضل مسرحية.

وقال عبيدو باشا، عضو الهيئة العليا المنظمة لمهرجان لبنان الوطني للمسرح “صار فيه نوع من التواطؤ، إذا بدك، بيننا وبين الهيئة العربية للمسرح لقيام هذا المهرجان الذي يشكل، جوابا على سؤالك، يشكل مساحة مشتركة للمسرحيين اللبنانيين. لأنه المسرحي اللبناني صاحب مبادرة فردية بالمسرح وكل المسرح بلبنان قائم ع المبادرة الفردية. فبالتالي المسرحي بيقدم مسرحيته وبيروح على بيته. هاي مساحة حتى المسرحيين يلتقوا (يتقابلوا) من دون ما يلتقوا”.

وقال نعمة بدوي، نقيب الممثلين اللبنانيين “وهيدا حافز انه كل المسرحيين، حلو كتير انه ينعمل بيناتهن هيك تنافس. تنافس لذيذ وحلو كتير، وبالوقت ذاته ياخدوا نتيجة عملهن، ودايماً لما يكون فيه تنافس يعني فيه خلق، فيه مساحة للخلق، للإبداع، الخ”.

وعرض ممثلون يوم الخميس (6 ديسمبر كانون الأول) مسرحية بعنوان “فريزر” أمام مسرح ممتلئ بجمهور يزيد على 400 فرد. ويقول منظمو المهرجان إن جمهورا بهذا الحجم شوهد في ليال أخرى عديدة بالمهرجان.

وتتناول مسرحية فريزر، وهي من إخراج بيتي توتل، حكاية زوجين لبنانيين يعيش أولادهما في الخارج. وتمضي الأم وقتها وهي تطهو وتملأ الفريزر (البراد أو الثلاجة) الخاص بها بالطعام من أجلهم، لكن الفريزر يتعطل في وقت هي في أمس الحاجة له. وقالت بيتي توتل إنها سعيدة بأن تقدم خلال المهرجان العرض رقم 60 لهذه المسرحية.

وشبّهت المسرحيين في لبنان بالأيتام وقالت “إحنا كلنا عم نفرح سوا، ضمن هيدا المهرجان. اهمية كبيرة، أمل كتير كبير للفن والثقافة والمسرح بلبنان. لأن نحن كل واحد منا كان عم بيشتغل لحاله، متل كل واحد منا كان يتيم، عنده جمهوره، مبادرات فردية. وأجا اليوم، أجت الفرصة، إنه حدا يتبنانا كلنا بنفس المكان مع جمهور مختلط. ونحن نتعرف ع بعض أكتر، والجمهور يتعرف ع نوعية المسرحيات اللي عم تتقدم بالبلد”.

والمهرجان من تمويل حاكم إمارة الشارقة الإماراتية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي. ويأتي ذلك في إطار جهود القاسمي لتطوير فن المسرح في العالم العربي. وحملت الدورة الأولى لمهرجان لبنان الوطني للمسرح اسم الممثل اللبناني المخضرم انطوان كرباج (83 عاما)، أحد أشهر مؤسسي المسرح الحديث في لبنان، تكريما له، وتعذّر حضوره بسبب المرض.

والعروض المتنافسة هي (الدكتاتور) للمخرجة سحر عساف، و(حكي رجال) للمخرجة لينا خوري، و(البحر أيضا يموت) للمخرج أنطوان أشقر، و(شخطة شخطتين) للمخرجة باتريسيا نمور، و(البيت) للمخرجة كارولين حاتم، و(وهم) للمخرج كارلوس شاهين، و(فريزر) للمخرجة بيتي توتل.

وعبر تلميذ مسرح يحضر المهرجان، يدعى محمد سويد، عن سعادته البالغة به وقال “فكتير مهم يكون عندنا مهرجان يقدر يبين للعالم بالضبط شو بنقدر نعمل بلبنان وخصوصي إنه قدرانين (قادرين)نفتح مجال لأكثر من شريحة من المجتمع تيجي تشوف. فأهم شيء قطع بها الفترة اللي قطعت وعن جد كطالب مسرح أنا كتير بأعتز انه فيه هيك مبادرة صارت وإن أنا عم بأقدر آجي أشوف وأتثقف أكتر وأتعرف أكتر، فعن جد رائع ها الشي اللي شفناه”.

ويمر المسرح اللبناني حاليا بفترة عصيبة، ويشكو المسرحيون من صعوبات في التمويل ونقص دعم الدولة لهم. ويمنح هذا المهرجان سبع جوائز في التأليف والإخراج والتمثيل والموسيقى والسينوغرافيا، تبلغ قيمتها المالية 22 ألف دولار.

المزيد:

“بلاك بانثر” يهيمن على ترشيحات “غرامي” بـ8 جوائز