أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (عمر الفاروق)

فن تحت الحرب .. مشروع شبابي قدم خلاله عدد من الشباب السوري أعمالاً من الداخل وتحديداً من مدينة حلب في زمن الحصار، ويقول أغيد شيخو صاحب الفكرة إن المشروع مازال مستمرا منذ أكثر من عامين، وجميع الأعمال التي قدمت تحمل رسالة الأمل، بشكل أو بآخر.

يؤكد الشاب السوري أغيد شيخو، أنه قدم مع مجموعة من الشباب مشاريع فنية ضمن إمكانيات محدودة وبسيطة أثناء تواجدهم في حلب، في ظل الحصار، وأطلق على هذه المشاريع الفنية اسم "فن تحت الحرب"، وتابع: "ظروف الحصار كانت قاسية، والجميع يعلم تماماً، أن هذه البيئة لا تسمح للإبداع أن يخرج إلى الضوء، ولكننا قررنا مع مجموعة من الشباب تحدي الواقع، وخرجنا بمشروع "فن تحت الحرب"، ورغم أن الإمكانيات المتاحة كانت بسيطة إلا أن جميع من ساعد في هذا المشروع، أثبتوا أنهم محبين للفن".

وكان الهدف الاساسي للمشروع تسليط الضوء على مشاكل الناس وهمومهم والظواهر التي كانوا يعانون منها، وأضاف أغيد: "أغلب هذه الظواهر لم تكن مادية، ولكن كانت نفسية مثل الكبت والغضب، والرغبة في الصراخ، وأن يخرج الشخص من الغرفة التي يعيش داخلها إلى الحرية".

ومن بين المشاريع التي قدمت كان مشروع التصوير الضوئي، وكانت كل صورة تعبر عن الكبت الموجود داخل كل شخص، والقهر الذي يعيشه داخل ظروف الحصار، مثل الجوع والحزن والغضب، وخلال شهر ونصف خرجنا بنحو 30 لوحة.

وتابع: "أبرز التحديات التي واجهتنا خلال فترة تواجدنا في حلب هي عدم توافر الكهرباء، فكانت أغلب الصور تتم بدون وجود إضاءة، والصعوبة الثانية تتمثل أن الصور تحتاج إلى تعديل على برنامج الفوتوشوب لتخرج بحلة معينة، وعدم وجود الكهرباء كان عائقاً أمام إتمام العمل، أو تأخر إنجازه، وهذا كان أكبر تحدي لنا".

وأوضح أغيد أنهم قدموا نحو 35 فيلم داخل غرفة صغيرة، مع عدم إمكانية الخروج للتصوير خارج حدود الغرفة بسبب عدم وجود موافقات تصريح للتصوير، مؤكداً أن مشروعهم لا ينتمي لأي جهة، والعنوان العريض لمشروعهم هو الفن أولاً. وقال: "خلال عامين غرفة واحدة جمعتنا، عبرت عن داخلنا من خلال معدات بسيطة، مع تواجد عدد من الأشخاص المؤمنين بفكرة تقديم رسالة إنسانية للعالم من داخل حلب". مشيراً إلى أن جميع الأعمال التي قدمت كانت تحمل رسالة الأمل، بشكل أو بآخر.

أغيد شيخو الذي يعمل في مجال الإعلام، وإلى جانب ذلك هو ممثل، وراقص، ومصور فوتوغرافي، أنتج نحو 45 صورة خلال تواجده في حلب، وعندما خرج إلى اسطنبول، كانت ظروف الحياة قاسية مع ساعات عمل طويلة، لذلك كانت الناتج قليلاً كما يوضح، ولكن الأعمال جميعها تحمل ذات الروح والأفكار والمبادئ، ليصل إلى نحو 90 لوحة خلال عامين، ولكن هذه اللوحات لم يقدر لها أن ترى النور بمعرض لأسباب عدة يوضحها أغيد: "فكرة المعرض تأجلت أكثر من مرة، لأسباب تتعلق بالتمويل، والجهات الداعمة التي تريد أن تنشر أفكارها من خلال دعم مشروع شبابي، وهذا الأمر أرفضه تماماً لأن هدف "فن تحت الحرب" هو انساني فقط، وأي منظمة يكون هدفها إنساني أولاً يمكن أن نتعاون معها في إقامة معرض يضم هذه الأعمال"، وعن فكرة المشاركة بمعارض جماعية في اسطنبول، يشير شيخو إلى أن أحاديث عدة دارت حول مشاركة صورة أو صورتين، وتابع: "لا أستطيع أن أشارك بلوحة أو ثلاثة، أو عشرة، لأن جميع اللوحات مرتبطة ببعضها بطريقة أو بأخرى، ورغم أن كل صورة تحمل تقنية وفكرة معينة، ولكن الحالة النفسية تجمع هذه اللوحات"، لافتاً إلى أن موضوع المعرض عاد إلى الواجهة، وربما سيكون حاضراً في المستقبل القريب.

إقرأ أيضاً

قصف بالصواريخ الفراغية والعنقودية على الأحياء المحاصرة بحلب

دول الخليج تدعو الأمم المتحدة للتدخل لوقف الهجوم على حلب السورية