أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (محمد عزيزي – زكريا نعساني)

مرت الليرة السورية برحلة طويلة من الانهيارات المتتالية منذ بدء الثورة السورية سنة 2011، وكانت السياسات التي اتبعتها سلطات نظام الأسد في تعاملاتها السياسية سبباً في الانهيارات الاقتصادية التي وصلت في آخر المطاف لانهيارٍ شبه تام في العملة السورية، بحيث فقدت الثقة في التعاملات بين المواطنين السوريين داخل البلاد .. التقرير التالي يرصد مراحل الانهيار التي مرت بها الليرة السورية مقابل الدولار منذ بدء الأحداث في البلاد.

الليرة مقابل الدولار .. هو السؤال الذي يستفسر عنها المواطن السوري صباح كل يوم، نتيجة غياب الاستقرار في سعرف الصرف منذ بدء الأحداث هناك.منذ اندلاع الثورة سنة الفين واحدى عشرة حاولت سلطات نظام الأسد أن توحي للجميع أن الليرة متماسكة لم تتأثر بماجرى، لكن ذلك لم يدم طويلاً.

فلم يغلق العام 2011 أبوابه حتى بلغ سعر الصرف الدولار الواحد 59 ليرة سورية، أي بخسارة قدرها الخبراء بـ 19% بعد أن كان سعر صرف الدولار نحو  46.5 ليرة قبل الأحداث في سوريا.استقبلت سوريا العام 2012 بانهيارات اقتصادية جديدة ووصلت سعر صرف الدولار الواحد في نهاية عام 2012 لحاحز الـ70 ليرة أي بانخفاض يقدر بنحو 50%.

العام 2013 هو العام المفصلي في حياة الليرة السورية والذي أوضح أن الليرة لن تعود لسابق عهدها إذا بقي النظام السوري متمكساً بسياساته.ففي اذار/مارس من هذا العام بلغ سعر صرف الدولار الواحد 120 ليرة.

وارتفع سعر الصرف في نيسان/أبريل من العام نفسه إلى 145 ليرة لكل دولار وثم في أيار مايو 150 ليرة.

وفي تموز/آب وصل سعر الصرف لرقم مرعب حيث تجاوز الدولار الوحد حاجز الـ 300 ليرة سورية.عزا بعض المراقبين هذا الانهيار الكبير لليرة الى التهديدات الأمريكية بالتدخل العسكري، لكن المؤشرات كانت تشير إلى أن الليرة بدأت العام 2013 بانهيارات كبيرة.

وعلى مايبدو أنه في هذا العام جرى تهريب أموال من سوريا بارقام كبيرة سواءً من قبل رؤوس الأموال السورية أو من قبل رموز النظام.بعد برود التهديدات الأمريكية تدخل البنك المركزي في السوق ليبيع الدولار لشركات الصرافة حتى تبيعها للمواطنين .. فبلغ سعر الصرف 240 ليرة لكل دولار حتى وصل إلى في العام لسعر 163 في نهاية عام 2013

لم يصمد سعر الصرف لأكثر من شهر حتى عاود مؤشر الصعود والهبوط وعدم الاستقرار في عام 2014، ووصلت قيمة  الليرة في نهاية هذا العام إلى 218 ليرة مقابل الدولار.خلال العام 2015 استمر هبوط الليرة وتضاعفت الأسعار بنحو 700 % وربما أكثر في عموم أرجاء البلاد ..  ولم يغلق العام 2015 أبوابه حتى تجاوز الدولار الواحد حاجز 380 ليرة.

أما العام 2016 فهو عام المفاجئة المدوية لليرة .. الدولار يطرق أبواب الـ700 ليرة .. كارثة اقتصادية حلت بالبلاد نتيجة هذا الانهيار .. حيث أنه من المفترض وبعد تدخل القوات الروسية بشكل مباشر إلى جانب قوات الأسد ومليشياته .. من المفترض أن تهبط الليرة إلى مستويات منطقية .. لم يحصل ذلك .. بل تجاوز  سعر صرف الدولار لأول مرة في تاريخ السورية لحاجز 600 ليرة.

قبل أن يتراجع في بداية شهر حزيران بعد تدخل المركزي وعاد الدولار إلى حاجز الـ400 ليرة .. لكنه ايضا لم يصمد طويلاً حيث عاود الارتفاع ليصل في بداية شهر إلى تموز أي بداية شهر الحالي إلى حاجز الـ490 ليرة.

وعلى مايبدو أن تدخل المركزي في العام 2016 يشبه التدخل الذي حصل في العام 2013 .. وهو ما يؤشر ان  كارثة ربما تصل اليها الليرة السورية في الأشهر المقبلة .. كون السياسات التي اتبعت في 2016 هي ذاتها التي اتبعت في 2013 مع فارق تطور الاحداث السياسية والعسكرية واعلان البنك الدولي  عن انهيار احتياطي المصرف المركزي السوري من العملات الأجنبية بحيث تراجع من 20 مليار دولار قبل الأحداث، إلى 700 مليون دولار…وهنا لابد من الإشارة أن تدخل المركزي كان من حساب السوريين الذي جُمع منهم على مر السنين السابقة .. وليس من تبرعات أي من أركان النظام الذين تتجاوز ثروة بعضهم احتياطي سوريا بأضعاف ..وفقاً لتسريبات وتقارير صحفية.

المزيد من التقارير:

لماذا ينقل أتباع نظام الأسد الأموال الى الخارج؟

أموال دائرة الأسد الضيقة إلى الخارج فهل باتوا يشعرون بالخطر؟