أخبار الآن | بغداد – العراق – (رويترز)

يصطف عشرات الأطفال كل صباح لدخول قاعة درس تختلف عن كل قاعات الدرس أو فصول المدارس، لأنها في حافلة جرى تحويلها إلى مدرسة متنقلة في ضواحي العاصمة العراقية  بغداد، في مسعى لمعالجة معضلة الأعداد المتزايدة للمتسربين من التعليم في العراق بسبب الحرب على داعش.

و”باص الأمل” عبارة عن قاعة درس بمقاعد وردية اللون وستائر زاهية الألوان. وعادة ما تقف الحافلة في كل موقع تستهدفه بضواحي بغداد لثمانية أشهر لتقدم تعليما مجانيا لنحو 50 طفلا من غير المنتظمين بالمدارس.

ويأتي ذلك في إطار مبادرة من منظمة أهلية لمساعدة الأطفال بعد الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل مسلحة أخرى في العراق.

وقال المحامي، رئيس منظمة بوابة العدالة، فراس البياتي “هذا الباص (هذه الحافلة) كان مبادرة بسيطة للتصدي لظاهرة أطفال الشوارع وأطفال المتسربين والأطفال العاملين. هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير جدا وبنسبة عالية في العراق بسبب الظروف اللي مر بها العراق. بالتأكيد الأطفال الموجودين بهذا الباص هم أطفال غير مسجلين بالمدارس. هنالك ضعف في البرامج الحكومية وفي البرامج التعليمية لاستيعاب هذه الأعداد الضخمة من الأطفال. لذا منظمة بوابة العدالة فكرت بإيجاد حل بسيط، عسى أن يكون نموذج ينتشر ويساعد في تقليل ظاهرة أطفال الشوارع والأطفال المتسربين والغير مسجلين في المدارس”.

وداخل الحافلة يتلقى الأطفال منهج التعليم الابتدائي، يتعلمون القراءة والكتابة وحل المسائل الحسابية البسيطة. كما يتلقون دعما نفسيا.

وأوضح البياتي ذلك قائلا “الباص يقف ثمانية أشهر في كل موقع، يستهدف 50 طفل. خلال هاي الثماني أشهر نحاول نزيل الأمية على أقل تقدير من عنده ونحاول نوصله لمستوى يمكن إعادته إلى المدرسة في نهاية الثمانية اشهر. الخدمة الثانية اللي بيقدمها الباص هي خدمة الدعم النفسي الاجتماعي، وهي خدمة ضرورية جدا لهذه الشريحة من الأطفال، باعتبار إن هذا الطفل يعني معنف، طفل غير مهتم به، مهمش، لا يتلقى الرعاية والإشراف المناسب له. طفل يقضي معظم وقته في الشارع أو في مناطق العمل بالتأكيد راح يكون معرض إلى كثير من الصدمات، معرض إلى كثير من العنف”.

ولا يُسمح للصحفيين بإجراء مقابلات مع الأطفال لكن المعلمة في الحافلة سارة صالح قالت إنه من الصعب على الأطفال حضور الدروس بانتظام في حافلة الأمل.

وأضافت “المشاكل اللي نعاني منها، مشاكل قدوم الأطفال إلى الباص، تعرف إن هم أطفال مسؤولين عن عوائل (عائلات) تقريبا، هذا الطفل عامل يعني هو معيل لأهله، فالأهل ما يخلوه ييجي باستمرار، دوامه متقطع، عندنا طفل من الأطفال ييجينا الساعة عشرة، يعني يروح يشتغل وبعدين ييجي، أني ما أقدر أمنعه، ما اقدر أمنعه من هذا الحق، بالعكس راح أشجعه إن هو ييجي يداوم”.

وأحدث موقع لحافلة الأمل هو معسكر مهجور للجيش قرب وسط بغداد. فبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 وضع مئات آلاف الفقراء العراقيين أيديهم على مساحات من مخيم الرشيد.

وأوضحت مسؤولة في وزارة التعليم العراقية أن الفقر سبب أساسي في التسرب من التعليم في العراق.

وقالت شهرزاد مصطفى، مديرة التعليم الابتدائي في وزارة التربية “هناك أسباب عديدة للتسرب، شُخصت لدى وزارة التخطيط من خلال نسب حُددت على على المحافظات، كانت تم استبعاد المحافظات الساخنة بسبب الأحداث اللي مرت بها بأوضاع ما بعد 2014 ودخول داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وتنظيمات داعش اللي دخلت على العراق. لذلك كانت مؤشرات عندنا، أول مؤشر عندنا حقيقة هو الفقر. ولذلك كثير من الأطفال الذين يتسربون على المدرسة بسبب الفقر، زائد الظروف اللي مر بها البلد من حيث ترمل الأمهات وفقد الأبوين”.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، بعد أن استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من العراق عام 2014، من أن أكثر من مليون طفل في العراق تسربوا من التعليم وما يصل إلى ثلاثة ملايين آخرين لا ينتظمون في التعليم بسبب الحرب وأوضحت أن مدرسة بين كل خمس مدارس تعرضت لأضرار تتمثل في تدميرها أو جرى استخدامها لأغراض أخرى.

وتقول الأمم المتحدة إن إعادة هؤلاء الأطفال للمدارس يمثل أولوية للعراق من أجل إنهاء دائرة العنف التي يغذيها، جزئيا، الفقر والجهل.

 

المزيد من الأخبار 

بعد هزيمته للسرطان.. ألكساندر يجتاز القطب الشمالي